الثلاثاء، 24 يوليو 2018

مصدر قول يسوع عن زنا القلب، ومصدر قول يسوع عن عدم اقتناء الذهب والفضة

الفصل الثالث: مصادر الأناجيل وطريقة تأليفها وكتابتها

القسم السادس: النصوص المقتبسة من العهد القديم دون نسبتها له مباشرة
في هذا القسم سأقوم بدراسة النصوص المقتبسة من العهد القديم والتي لم تُنسب إليه مباشرة، كما هو الحال في الأقسام السابقة، أو ما أُطلق عليه الحبكة القصصية والحوارية، وفيه سنطلع على معظم الأحداث والقصص والأقوال المذكورة في الأناجيل ومقارنتها بالعهد القديم وبواقع حال يسوع كما تصفه قوانين إيمان الكنائس، وأبدأ ببعض أسماء وألقاب يسوع.
53 - مصدر قول يسوع عن زنا القلب
- قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن،
وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. (متّى 5: 27-28)
هذا النص من النصوص الجميلة التي كتبها متّى على لسان يسوع، إلا أن متّى لم يبتعد كثيراً عن منهج وطريقة كتبة الأناجيل في اقتباس نصوصهم من العهد القديم ومنها هذا النص، فهو يشبه قولين في العهد القديم وهما كما يلي:
لا تشته امرأة قريبك. (خروج 20: 17)
لا تشتهين جمالها بقلبك. (أمثال 6: 25)
نلاحظ التشابه بين نص متّى وقول لا تشته امرأة قريبك، وقول لا تشتهين جمالها بقلبك، وهذا الأمر يمكن ملاحظته في معظم تعاليم يسوع، فهي إما نقض لتعاليم الشريعة أو زيادة عليها أو أنها هي نفسها، فكل قصص ونصوص الأناجيل يمكن قراءتها من العهد القديم، مع فارق وحيد وهو ان نصوص العهد القديم تتوافق مع عبادة الرب الإله الحق الواحد خالق السموات والأرض في حين أن الاناجيل تدعوا لعبادة ثلاث آلهة من دون الرب، وهذا ما جعلها تتضمن كل هذه الأخطاء والتناقضات.
54 - مصدر قول يسوع عن عدم اقتناء الذهب والفضة
- وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقتربت مملكة السماء،
اشفوا مرضى، طهّروا برصاً،
أقيموا موتى،
أخرجوا شياطين، مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا،
لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم،
ولا مزوداً للطريق، ولا ثوبين، ولا أحذية ولا عصاً لأن الفاعل مُستحق طعامه. (متّى 10: 7-10)
هذا النص يحتوي على وعود وتعاليم ليسوع، وهي في مجملها لم تتحقق ولم تلتزم الكنائس بالتعاليم، فمن منهم يقيم الموتى؟! ومَن مِن رجالها لا يقتني الذهب والفضة، ومن منهم لا يقتني أكثر من ثوب، ومن منهم يمشي حافياً ولا يقتني أحذيه؟!
من هذه المخالفة لتعاليم يسوع وعدم تحقق وعوده أرى أن هذا النص ليس وحياً، فمن أين اقتبس متّى هذه الأقوال، وخاصة عدم اقتناء الذهب؟
لنقرأ النص التالي:
- وتماثيل آلهتهم تحرقون بالنار لا تشته فضة ولا ذهباً مما عليها لتأخذ لك لئلا تصاد به لأنه رجس عند الرب إلهك. (تثنية 7: 26)
في هذا النص يقول الرب لا تشته فضة ولا ذهباً، وهو نفس ما كتبه متّى مع فارق وحيد وهو أن وعود الرب كلها متحققة وكل تعاليمه صالحة ومستقيمة لمن يوفقه للالتزام بها وخاصة عبادته وحده وعدم اتخاذ آلهة أُخرى يتوجه لها بطلب الخلاص والمغفرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق