السبت، 28 يوليو 2018

مصطلح أو كلمة إنجيل في الأناجيل الأربعة

الفصل الثاني كلمة أو مصطلح إنجيل في العهد الجديد

ان التناقض بين أُصول الأناجيل وأُصول العهد القديم، كما ظهر لنا في الفصل السابق، ليس كافياً وحده في إثبات أنها دعوة جديدة أو دين جديد، لا علاقة لها بدعوة ودين الأنبياء السابقين، وأنها ليست وحياً ولم تكتب بسوق من الروح المقدس، من وجهة نظر الكنائس وكتبة الأناجيل والرسائل، وبصفة خاصة بولس الذي كان يدرك هذا التناقض، أو بمعنى أدق هو الذي أسس هذا التناقض، لهذا سعى في رسائله لتبرير هذا التناقض، واعتبر ان هذا التناقض ليس من باب اختلاف المصادر بل لأن أُصول دعوته ودينه كانت سراً مخفياً عن جميع الأنبياء وظهرت له ولمن معه من الكتبة والأتباع! كما في النصوص التالية:
- وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الإله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأُمم أُومن به في العالم رُفع في المجد. (تيموثاوس الأُولى 3: 16)
- بل نتكلم بحكمة الإله في سرّ الحكمة المكتومة التي سبق الإله فعينها قبل الدهور لمجدنا، التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر، لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد، بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أُذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الإله للذين يُحبونه. (1كورنثوس 2: 7-9)
- بسبب هذا أنا بولس أسير المسيح يسوع لأجلكم أيها الأُمم،
إن كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الإله المعطاة لي لأجلكم،
أنه بإعلان عرّفني بالسرّ، كما سبقتُ فكتبت بالإيجاز،
الذي بحسبه حينما تقرأونه تقدرون أن تفهموا درايتي بسرّ المسيح،
الذي في أجيال أُخر لم يُعرّف به بنو البشر، كما قد أُعلن الآن لرُسُلِه القديسين وأنبيائه بالروح،
أن الأُمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالانجيل،
الذي صرتُ أنا خادماً له حسب موهبة نعمة الإله المعطاة لي حسب فِعْل قوّته،
لي أنا أصغر جميع القديسين أُعطيت هذه النعمة أن أُبشر بين الأُمم بغنى المسيح الذي لا يُستقصى،
وأُنير الجميع في ما هو شركة السرّ المكتوم منذ الدهور في الإله خالق الجميع بيسوع المسيح،
لكي يُعرّف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الإله المتنوعة، حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا. (افسس 3: 1-11)
- وللقادر أن يُثبّتكم حسب إنجيلي، والكرازة بيسوع المسيح حسب إعلان السرّ الذي كان مكتوماً في الأزمنة الأزلية،
ولكن ظهر الآن وأُعلم به جميع الأُمم بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي لإطاعة الإيمان، للإله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد إلى الأبد. (رومية 16: 25-27)
في هذه النصوص يقول بولس ان أصول دعوته القائمة على عبادة ثلاث آلهة تجسدت في جسد بشري أو على الاقل أحدها، بحسب إيمان كل كنيسة من الكنائس المختلفة، وأنها جُلدت وبُصق عليها وصُلبت ومن ثم ماتت كانت سراً مخفياً عن جميع الأنبياء السابقين، وان هذا السر لم يُكشف إلا له وللتلاميذ القديسين!
وهذا الأمر صحيح من هذه الناحية فقط، لأنه لم يتكلم أحد من الأنبياء السابقين عن هكذا تصور للرب خالق السموات والأرض، ولكن ما صحة هذا السر الذي يتكلم عنه بولس؟
إن صحة هذا السر نستطيع معرفتها من خلال مقارنته مع سرّ ثان أعلنه بولس لأتباعه، كما في النص التالي:
- هوذا سرّ أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. (كورنثوس الاولى 15: 51)
في هذا النص يكشف بولس عن سرٍّ آخر لم يعلمه أحد قبله، ولم يظهر لأحد بعده، وهو أنه هو وأتباعه لن يموتوا كلهم حتى مجيء يسوع مرة ثانية، وهو ما صرح به بشكل أوضح في نص ثان، وهو كما يلي:
- ثم لا أُريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم،
لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيُحضرهم الإله أيضاً معه،
فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب،
إننا نحن الأحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين،
لأن الرب نفسه بهتافٍ بصوت رئيس ملائكة وبوق الإله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً،
ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لمُلاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الربّ، لذلك عَزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام. (1تسالونيكي 4: 13-18)
ولكن الواقع أظهر خطأ هذا السر، ورقد هو وأتباعه وبعدهم عشرات الأجيال! إن خطأ هذا السر يبين أن السر السابق ليس صحيحاً وأنه ليس وحياً، لأنه لو كان وحياً لما تناقض مع نصوص الوحي في العهد القديم التي تؤكد على أعظم حقيقة في الكون وهي وحدانية الخالق وعدم وجود آلهة حقيقية أُخرى معه أو دونه ووجوب عبادته وحده، ومع وضوح هذه الحقيقة إلا أنني سأذكر نصاً من العهد القديم يدحض كل أقوال بولس وغيره عن إخفاء الرب خالق السموات والأرض لبعض الأسرار عن الأنبياء السابقين، وهو كما يلي:
- إن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يُعلن سرّه لعبيده الأنبياء. (عاموس 3: 7)
فالرب الخالق لا يصنع أمراً ولا يقول قولاً إلا ويكون واضحاً ومعلناً وغير خاف عن أحد من الأنبياء وخصوصاً وحدانيته وعدم وجود آلهة معه أو دونه شاركته في خلق السموات والأرض أو في استحقاقها للعبادة معه أو دونه، فهذا النص ينقض كل أقوال بولس وغيره عن إخفاء سرّ التثليث وإعلان التوحيد في العهد القديم.
فإصرار كتبة العهد الجديد والكنائس على اعتبار أن العهد الجديد وما يؤمنون به إنما هو امتداد للعهد القديم وأُصوله يتطلب منا أن ندرس الأناجيل في العهد الجديد من ناحية ذاتية، أي دراسة معنى كلمة إنجيل والمواضع التي ذكرت فيها، والهدف من كتابة الاناجيل، وطريقة كتابتها، والاناجيل غير الأربعة التي تحدثت عنها رسائل العهد الجديد، وكذلك دراسة نصوص الأناجيل المقتبسة من العهد القديم، فهذا سوف يُعطينا فكرة واضحة عن حقيقة الأناجيل وإن كانت مكتوبة بسوق من الروح المقدس أم لا، وعن المصادر التي اعتمد عليها كتبة الأناجيل.
كلمة إنجيل في الأناجيل الأربعة
كلمة إنجيل في إنجيل متّى
 كتب متّى كلمة إنجيل أو بشارة بجذورها اللغوية والاصطلاحية في عدة مواضع من إنجيله وفيما يلي استعراض لأهم المواضع التي ذكرت فيها، وقد قمت بكتابتها من ثلاثة نسخ الأولى وهي نسخة الفاندايك والثانية نسخة كتاب الحياة والثالثة ترجمتها باللغة الانجليزية من نسخة كتاب الحياة كي نفهم المعنى الحقيقي لهذه الكلمة والطريقة التي يتم استخدامها فيها لتخدم غرض الكتبة والمترجمين والناشرين.
1 - من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقتربت مملكة السماء. (متّى 4: 17)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية الطبعة الثالثة:
- من ذلك الحين بدأ يسوع يُبشر قائلاً توبوا فقد اقتربت مملكة السماء. (متّى 4: 17)
- From that time on Jesus began to preach, ''Repent, for the kingdom of heaven is near''. (Matthew 4: 17)
2 - وكان يسوع يطوف كل الجليل يُعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة المملكة، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. (متّى 4: 23)
- وكان يسوع يتنقل في منطقة الجليل كلها، يُعلم في مجامع اليهود، وينادي ببشارة المملكة، ويشفي كل مرض وكل وعلة في الشعب. (متّى 4: 23)
- Jesus went throughout Galilee, teaching in their synagogues, preaching the good news of the kingdom, and healing every disease and sickness among the people. (Matthew 4: 23)
3 - وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يُعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة المملكة ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. (متّى 9: 35)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- وأخذ يسوع يتنقل في المدن والقرى كلها، يُعلم في مجامع اليهود ويُنادي ببشارة المملكة، ويشفي كل مرض وعلة. (متّى 9: 35)
- Jesus went through all the towns and villages, teaching in their synagogues, preaching the good news of the kingdom, and healing every disease and sickness. (Matthew 9: 35)
4 - وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقتربت مملكة السماء. (متّى 10: 7)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية الطبعة الثالثة:
- وفيما أنتم ذاهبون، بشروا قائلين قد اقتربت مملكة السماء. (متّى 10: 7)
- As you go, preach this message; 'The kingdom of heaven is near.' (Matthew 10: 7)
5 - ويُكرز ببشارة المملكة هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأُمم، ثم يأتي المنتهى. (متّى 24: 14)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية الطبعة الثالثة:
- فسوف يُنادى ببشارة المملكة هذه في العالم كله، شهادة لي لدى الأُمم جميعاً، وبعد ذلك تأتي النهاية. (متّى 24: 14)
- And this gospel of the kingdom will be preached in the whole world as a testimony to all nations, and then the end will come. (Matthew 24: 14)
6 - الحق أقول لكم حيثما يُكرز بهذا الانجيل في كل العالم يُخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها. (متّى 26: 13)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية الطبعة الثالثة:
- والحق أقول لكم إنه حيث يُنادى بهذا الإنجيل في العالم أجمع يُحَدّث أيضاً بما عملته هذه المرأة إحياء لذكرها. (متّى 26: 13)
- I tell you the truth, wherever this gospel is preached throughout the world, what she has done will also be told, in memory of her. (Matthew 26: 13)
في النص الأول نقرأ ان يسوع كان يُبشر بالتوبة واقتراب مملكة السماء، وكلمة إنجيل تعني البشارة أو التبشير وهذا يعني أن إنجيل يسوع، أو بشارته، هو التبشير بقرب مملكة السماء والدعوة للتوبة، وهو ما عبرت عنه النصوص الثلاثة التالية، ولكن المترجمين لم يستعملوا المعنى الاصطلاحي للكلمة أي إنجيل، فكتبت بالعربية بشارة المملكة وفي الانجليزية Good news of the kingdom وهذا يمكن إرجاعه لمحاولتهم إخفاء حقيقة أن يسوع كان له إنجيله الخاص به، أي بشارته، الذي كان يُبشر به، وتوجيه الأنظار الى أن المقصود بكلمة إنجيل هي الكتب الأربعة، وهذا نلاحظه في النص الخامس من الترجمة العربية إذ كُتبت كلمة بشارة المملكة في حين أن النسخة الانجليزية استعملت كلمة أنجيل المملكة  gospel of the kingdom، وفي النص السادس يستخدم المترجمون كلهم كلمة إنجيل كمصطلح للدلالة على الأناجيل الاربعة وأنها هي المقصودة في النص، وهذه المحاولة لا أظن أنها موفقة لأن قوله هذا الإنجيل دليل على أنه كان يتحدث عن إنجيل موجود أو مكتوب أمامه وهو بالتأكيد لا يقصد الأناجيل الأربعة لأنها كتبت بعد يسوع بعشرات السنين.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو أين إنجيل المملكة الذي تحدث عنه النص الخامس وأين هذا الإنجيل الذي تحدث عنه النص السادس؟
من هذا كله نخلص الى أن متّى لم يتحدث عن إنجيله كوحي تلقاه من السماء أو بسوق من الروح وأن استعماله لكلمة إنجيل كانت للدلالة على ما كان يُبشر به يسوع أو على كتاب كان يسمى إنجيل المملكة أو إنجيل كان موجوداً في زمن يسوع والذي عَبَّر عنه بقوله هذا الإنجيل وهو مفقود ولم تحتفظ به الكنائس لأسباب لم توضحها.
كلمة إنجيل في إنجيل مرقس
إنجيل مرقس يبدأ بالنص التالي:
1 - بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الإله،
كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك،
صوت صارخ في البرية أعِدّوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة،
كان يوحنا المعمدان يُعمّد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. (مرقس 1: 1-4)
في هذا النص نلاحظ أن مرقس استخدم كلمة إنجيل بمعناها الاصطلاحي أي إن ما يكتبه هو إنجيل يسوع، فماذا يعني بهذه الجملة؟
هل يعني بدء تبشيره بيسوع عن طريق الوحي وبسوق من الروح المقدس أو بدء تبشيره بيسوع من خلال معلوماته الخاصة ومعلومات التلاميذ الأوائل كما فعل لوقا؟
أم يعني بدء بشارات العهد القديم بيسوع؟!
إن القول بأن معنى قوله بدء إنجيل أو بشارة يسوع ككتاب موحى به أو مكتوب بسوق من الروح، أو تبشيره بيسوع من خلال الحديث عن بعض فترات حياته يحمل الكثير من التبسيط للمعنى الحقيقي لكلمة إنجيل وذلك لعدة أسباب.
الأول أنه لم يذكر في أي موضع من إنجيله عن تلقيه له عن طريق الوحي أو كتابته له بسوق من الروح أو بكلمة الرب.
الثاني أن الأخطاء والتناقضات والاختلافات سواء بينه وبين الأناجيل الأخرى أو بينه وبين العهد القديم، والتي سنطلع عليها في الفصل القادم، تؤكد على أنه لا يقصد بهذه الفقرة هذا المعنى.
السبب الثالث، وهو الذي يُبين أنه لا يقصد حتى المعنى البسيط لكلمة إنجيل أي بداية تبشيره بيسوع، هو أن التبشير لا بد أن يستند الى أحد الأمور التالية، إما أن يكون بوحي خاص تلقاه من السماء وهو ما لم يصرح به مرقس، أو من خلال دراسة الظواهر الطبيعية والخروج منها بنتائج معينة ستحدث في المستقبل يتم التبشير بها، وهذه الطريقة استعملها يسوع كما في النص التالي:
- ثم قال أيضاً للجموع، إذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون إنه يأتي مطر، فيكون هكذا، وإذا رأيتم ريح الجنوب تهبّ تقولون إنه سيكون حر، فيكون، يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء وأما هذا الزمان فكيف لا تميزونه. (لوقا 12: 54-56)
فهذا النص يتحدث عن العلامات الطبيعية والتي قد يستنتج منها الناس بعض الظواهر الطبيعية التي ستحدث في المستقبل، وهذا الأمر لم يعتمد عليه مرقس في تبشيره بيسوع، والأمر الثالث والأخير وهو التبشير من خلال تفسير نصوص العهد القديم باعتبارها وحياً وتتحدث عن بعض الأمور المستقبلية، ومنها الحديث عن رجل من نسل داوُد سيحكم العالم ويُخلص بني إسرائيل من الاضطهاد الذي يتعرضون له، وهذا نجده واضحاً في إنجيل مرقس، إذ أنه في الفقرات التالية للفقرة الأولى مباشرة يبدأ بالحديث عن يوحنا المعمدان وأنه مكتوب عنه في الأنبياء أنه ملاك وصوت صارخ في البرية، فهذا يُشير الى أنه يقصد بكلمة إنجيل يسوع، أو البشارة بيسوع، هو النصوص أو النبوءات المذكورة في العهد القديم التي بشرت بيسوع كمسيح وابن الإله، وهذا كله بحسب فهمه هو لتلك النصوص، لهذا نجده يرتكب في تلك الفقرات ثلاثة أخطاء.
الأول قوله عن يوحنا المعمدان أنه ملاك، وكما ذكر لوقا فإن يوحنا إنسان ولد لأبوين طاعنين في السن وليس ملاكاً.
الثاني قوله عن يوحنا أنه صوت صارخ في البرية وأنه كان يُمهّد الطريق ليسوع، وهذا الأمر ليس صحيحاً أيضاً، لان يوحنا المعمدان كما تقول الأناجيل لم يتبع يسوع في يوم من الأيام، وكانت له تعاليمه الخاصة به، وكذلك كان له تلاميذه الخاصين به، وهؤلاء بقوا الى أزمان طويلة بعد يسوع كما هو مكتوب في أعمال الرسل، كما أنه في نهاية حياته لم يكن واثقاً من صفة يسوع وأرسل له بعض التلاميذ ليسألوه إن كان هو المسيح أم لا، من هذا كله يتبين لنا أنه لم يكن الإنسان الذي مهد الطريق ليسوع كما كتب مرقس، وقد بينت هذه الأُمور بالتفصيل في كتاب شخصيات الأناجيل.
الخطأ الثالث الذي نجده في تلك الفقرات، وهو كتابة كما هو مكتوب في إشعياء في أقدم المخطوطات مثل المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ومخطوطة بيزا والفولجاتا والسريانية، في حين نجد أنه مكتوب في المخطوطات الأحدث مثل المخطوطة السكندرية والحبشية كما هو مكتوب في الأنبياء، وهذا الأمر نجده أيضاً في النسخ الحديثة، فنجد في نسخة كتاب الحياة الطبعة الانجليزية وترجمتها العربية، وهي النسخة التي استخدمها بجانب نسخة الفانديك المعتمدة في هذا الكتاب، الصادرة عن
International Bible Society
ISBN 1-56320-074-0
Third print 2002
تكتب أن هذا مكتوب في سِفر إشعياء كما في النص التالي:
- هذه بداية إنجيل يسوع المسيح ابن الإله، كما كتب في كتاب إشعياء. (مرقس 1: 1-2)
- The beginning of the gospel about Jesus Christ, the Son of God. It is written in Isaiah the prophet. (Mark 1: 1-2)
وفي النسخ المطبوعة باللغات الأخرى مرة يُكتب في الأنبياء ومرة يُكتب في إشعياء، فما هو السر في هذا الاختلاف؟
إن هذا الأمر مرجعه الى أن هذه الفقرة المنسوبة الى العهد القديم ليست كلها مكتوبة في إشعياء! فجملة (هاأنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك) ليست مكتوبة في سِفر إشعياء، بل هي مذكورة في سِفر ملاخي (3: 1)، وأما جملة (صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة) فهي المكتوبة في إشعياء (40: 3)، لهذا فإن نسبة الجملتين لإشعياء من قِبل مرقس يدل على جهله بأسفار العهد القديم، وتُظهر قصده في استخدام نصوص العهد القديم للحديث عن يسوع أو التبشير به بغض النظر عن صحة تلك النصوص أو صحة نسبتها للأسفار التي ذكرت فيها، لهذا فقد قام بعض الناسخين فيما بعد بتصحيح ما هو مكتوب في النسخ القديمة وذلك بكتابة كما هو مكتوب في الأنبياء بدلاً من إشعياء حتى لا ينتبه أحد إلى أن هذه الفقرة ليست موجودة في إشعياء، ولكن اكتشاف المخطوطات الأقدم التي أشرت إليها سابقاً أظهر هذا الأمر!
بعد هذا نقرأ كلمة إنجيل في النص التالي:
2 - وبعدما أُسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة مملكة الإله، ويقول قد كمل الزمان واقتربت مملكة الإله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. (مرقس 1: 14-15)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
وبعدما أُلقي القبض على يوحنا، انطلق يسوع الى منطقة الجليل يُبشر بإنجيل الإله قائلاً قد اكتمل الزمان واقتربت مملكة الإله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. (مرقس 1: 14-15)
After John was put in prison, Jesus went into Galilee, proclaiming the good news of God, '' The time has come'', he said, ''The kingdom of God is near, Repent and believe the good news''. (Mark 1: 14-15)
أول ما نلاحظه في هذه الفقرة، وهو دليل على أن الأناجيل لم تكتب عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس فقط، بل ولم تكتب عن مشاهدة أو سماع صحيح كذلك، هو تناقضها مع ما كتبه يوحنا في إنجيله عن بداية تبشير يسوع، لأنه كتب أن يسوع بدأ يبشر ويتخذ تلاميذ له قبل إلقاء القبض على يوحنا المعمدان، لا بل إن التلاميذ الأوائل كانوا من تلاميذ يوحنا المعمدان، كما في النص التالي:
- وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه، فنظر الى يسوع ماشياً فقال هوذا حَمَل الإله، فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع،
فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا مُعلم أين تمكث،
فقال لهما تعاليا وانظرا فأتيا ونظرا أين يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم وكان نحو الساعة العاشرة،
كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحداً من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. (يوحنا 1: 35-40)
الملاحظة الثانية على الفقرة السابقة وهي أن مترجمي نسخة الفاندايك قد استخدموا مصطلح يكرز اللاتيني بدلاً من يبشر بالعربية واستخدموا كلمة بشارة بالعربية بدلاً من كلمة إنجيل وأضافوا كلمة ليست من النص وهي مملكة وذلك في محاولة منهم لإبعاد النظر عن إنجيل الإله المفقود وغير المطبوع في العهد الجديد، واستعملوا كلمة إنجيل في آخر الفقرة للإيحاء بأن الايمان المطلوب هو الايمان بالاناجيل الاربعة! في حين أن مترجمي النسخة الانجليزية لم يستعملوا كلمة إنجيل كمصطلح بل استعملوا الكلمة بمعناها اللغوي أي الخبر السار وهذا كله للخروج من الحديث عن إنجيل الإله الذي لم تحتفظ به الكنائس ولم يُطبع في العهد الجديد.
الملاحظة الثالثة وهي إذا وافقنا على أن النص يتحدث عن إنجيل يجب الايمان به فهو بالتأكيد لا يتحدث عن الأناجيل الأربعة لأن هذه الأناجيل لم تكتب إلا بعد عشرات السنين من قول يسوع لهذا القول، فأين هو الإنجيل الذي أمر يسوع بالايمان به؟
ثم بعد ذلك نقرأ كلمة إنجيل كمصطلح في النص التالي:
3 - وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك،
فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُماً أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل،
إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأُمهات وأولاداً وحقولاً، مع اضطهادات، وفي الدهر الأتي الحياة الأبدية. (مرقس 10: 28-30)
في هذا النص يكتب مرقس على لسان يسوع قوله إن من يترك شيئاً من أجله ومن أجل الإنجيل فإنه سيأخذ مائة ضعف! وهذا الوعد لم يتحقق في يوم من الايام، مما يدل على ان هذا النص ليس وحياً، لأنه لو كان وحياً لتحقق هذا الوعد، كما كانت تتحقق وعود الرب على لسان أنبياء العهد القديم.
وأما ذِكره لإنجيل يترك الانسان ما يملكه لأجله فهو يدل على وجود إنجيل في زمن يسوع هو بالتأكيد غير الأناجيل الأربعة، لأن يسوع عندما تحدث عن الانجيل في هذا النص فهو بالتأكيد لا يقصد إنجيل مرقس أو غيره، لأن الأناجيل الاربعة كُتبت بعده بعشرات السنين.
ثم نقرأ كلمة إنجيل كمصطلح في النص التالي:
4 - (4) قل لنا متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يتم جميع هذا، ....
(10) وينبغي أن يكرز أولاً بالإنجيل في جميع الأُمم،
(30) الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله،
(31) السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول.(مرقس الاصحاح 13)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- ويجب أن يُبشر أولاً بالإنجيل في جميع الأُمم. (مرقس 13: 10)
- And the gospel must first be preached to all nations. (Mark 13: 10)
في هذا النص كلام عن الإنجيل كمصطلح يُفهم منه أنه يتحدث عن الأناجيل الأربعة، وخاصة أن ما آلت إليه الأمور من انتشار الأناجيل في معظم دول العالم يدل على صحة هذا القول باعتباره نبوءة تتحدث عن المستقبل، ولكن المشكلة في هذا النص هو تحديد مرقس على لسان يسوع الزمن الذي تنتهي فيه علامات آخر الزمان ومنها التبشير بالإنجيل بقوله لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله، ونحن الآن بعد مضي ذلك الجيل بأكثر من تسعة عشر قرناً ولم يحدث ما تحدث النص عنه، فعدم حدوث علامات نهاية الزمان في الوقت الذي حدده مرقس على لسان يسوع يدل على أنه يتحدث عن إنجيل خاص غير هذه الأناجيل الأربعة وخاصة أنها كتبت بعد يسوع بعشرات السنين!
بعد ذلك نقرأ كلمة إنجيل في النص التالي:
5 - الحق أقول لكم حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها. (مرقس 14: 9)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- والحق أقول لكم إنه حيث يُبشر بالإنجيل في العالم أجمع، يُحدّث أيضاً بما عملته هذه المرأة، إحياء لذكرها. (مرقس 14: 9)
- I tell you the truth, wherever the gospel is preached throughout the world, what she has done will also be told, in memory of her. (Mark 14: 9)
هذا النص كسابقه يتحدث عن الانجيل وكأنه يتنبأ للمستقبل، ولكن لا بد من ملاحظة أن الأناجيل الأربعة لم تُكتب إلا بعد عشرات السنين من قوله هذا الكلام، وهذا يعني أنه يتحدث عن إنجيل غير الأناجيل الأربعة، فأين هو الانجيل الذي تحدث عنه النص؟
وأخيراً نقرأ كلمة إنجيل كمصطلح في نهاية أنجيل مرقس في النص التالي:
6 - أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يُصدّقوا الذين نظروه قد قام، وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها،
من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدَن،
وهذه الآيات تتبع المؤمنين،
يُخرجون الشياطين باسمي،
ويتكلمون بألسنة جديدة،
ويحملون حيات وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرّهم،
ويضعون أيديهم على المرضى فيبرؤون. (مرقس 16: 14-18)
أول ملاحظة على هذا النص، الذي هو جزء من خاتمة إنجيل مرقس، أنه مضاف الى إنجيل مرقس وليس من كتابة مرقس، إذ أن أقدم المخطوطات لا تحتويه مثل السينائية والفاتيكانية كما هو معروف، وهنا لن أدخل في الحديث عن النصوص المضافة للأناجيل والنصوص غير المضافة، وعن الأسباب التي دعت لإضافتها فأنا أعتبر ان الأناجيل كما هي مطبوعة هي مدار البحث في هذا الكتاب.
كما نلاحظ أيضاً أن مترجمي النسخة الانجليزية من كتاب الحياة قد استعملوا كلمة إنجيل في هذا النص بالمعنى اللغوي أي الخبر الجيد أو البشارة السارة بخلاف النص السابق.
- He said to them, Go into all the world and preach the good news to all creation. (Mark 16: 15)
ومع هذا فلا بد من طرح سؤالين في هذا المقام الاول وهو ماذا يعني كاتب هذه الفقرات بقوله اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها، وهل يقصد الأناجيل الأربعة؟
والثاني وهو ما هي حقيقة هذه الوعود المكتوبة على لسان يسوع لتلاميذه؟
أما بالنسبة لمعنى إنجيل في النص فهو بالتأكيد لا يقصد الأناجيل الأربعة، لان هذه الأناجيل كتبت بعد ارتفاع يسوع بعشرات السنين، وهذا يدل على أن التلاميذ الأوائل كانوا يكرزون بإنجيل غير الأناجيل الأربعة، فما هو هذا الإنجيل ولماذا لم تحتفظ به الكنائس؟
وأما بالنسبة للوعود التي أطلقها كاتب هذه الفقرات على لسان يسوع لتلاميذه، فهي وعود خاطئة ولم تتحقق في يوم من الأيام، وكيف يتحقق الوعد بعدم تأثرهم بالسم والتاريخ يذكر ان يوحنا كاتب الانجيل مات بالسم، وأما وعده لهم بالتكلم بلغات أُخرى فهو لا يحتاج لنعلم عدم صدقه إلا أن نعرف ان الأناجيل قد كتبت بلغات غير التي كان يتكلم بها يسوع وذلك لتسهيل فهمها للأتباع الجدد، فهم لم يتكلموا لغة يسوع نفسه فكيف سيتكلمون باللغات الأخرى، كما ان الكنائس تفتخر بأنها ترجمت الأناجيل إلى أكثر من ألفي لغة يتكلم بها الناس حول العالم، ومبشرو الكنائس قبل أن يذهبوا الى الدول المختلفة يدخلون معاهد اللغات ليتعلموا لغات الدول الذاهبون إليها، فلو كان وعد كاتب هذه الفقرات على لسان يسوع صحيحاً لما احتاجوا لترجمتها ولا لتعلم اللغات كي يكرزوا بالأناجيل!
وأما قوله اذهبوا للخليقة كلها فهذا يتناقض مع الأقوال التي كتبت على لسان يسوع من أنه لم يرسل إلا الى خراف بيت إسرائيل الضالة، وأمره للتلاميذ بعدم الذهاب الى مدن السامريين وعدم السير في طرق غير اليهود كما في النصوص التالية:
- هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً،
إلى طريق أُمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا،
بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. (متّى 10: 5-6)
- ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيداء،
وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داوُد ابنتي مجنونة جداً،
فلم يُجبها بكلمة،
فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا،
فأجاب وقال لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة،
فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني،
فأجاب وقال ليس حسنا أن يُؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (متّى 15: 21-26)
فيسوع الذي بقي طوال حياته لا يُبشر إلا بني إسرائيل كما هو مكتوب في الأناجيل، كيف يدعو التلاميذ لدعوة الأُمم من غير اليهود وينقض أقواله وكلامه الذي قال عنه ان السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول؟ مع التذكير مرة ثانية بأن النص السابق ليس من كتابة مرقس بل هو مضاف الى إنجيله!
كلمة إنجيل في إنجيل لوقا
وأما لوقا، الذي أعلن عن الهدف من كتابته لإنجيله كما بينت ذلك سابقاً، فقد استخدم كلمة إنجيل بمعناها اللغوي فقط ولم يشر الى الانجيل كمصطلح إلا في فقرة واحدة وإن كانت في النسخة الانجليزية فقط، وفيما يلي استعراض لأهم النصوص:
1 - فقال لهم إنه ينبغي لي أن أُبشر المدن الأُخر أيضاً بمملكة الإله لأني لهذا قد أُرسلت، فكان يكرز في مجامع الجليل. (لوقا 4: 43-44)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- ولكنه قال لهم لا بد لي من أن أُبشر المدن الأُخرى أيضاً بمملكة الإله، لأني لهذا قد أُرسلت، ومضى يُبشر في مجامع اليهودية. (لوقا 4: 43-44)
- But he said, ''I must preach the good news of the kingdom of God to the other towns also, because that is why I was sent'', And he kept on preaching in the synagogues of Judea. (Luke 4: 43-44)
2 - وعلى إثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بمملكة الإله ومعه الاثنا عشر وبعض النساء كن قد شُفين من أرواح شريرة وأمراض، مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين، ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن. (لوقا 8: 1-3)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- وبعد ذلك أخذ يجول في كل مدينة وقرية واعظاً ومبشراً بمملكة الإله وكان يُرافقه تلاميذه الاثنا عشر. (لوقا 8: 1)
- After this, Jesus traveled about from one town and village to another, proclaiming the good news of kingdom of God. The Twelve were with him. (Luke 8: 1)
3 - كان الناموس والانبياء الى يوحنا، ومن ذلك الوقت يُبشر بمملكة الإله وكل واحد يغتصب نفسه إليها،
ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس،
كل من يُطلق امرأته ويتزوج بأُخرى يزني، وكل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني. (لوقا 16: 16-18)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- ظلت الشريعة والأنبياء حتى زمن يوحنا، ومن ذلك الوقت يُبشر بمملكة الإله، وكل واحد يشق طريقه باجتهاد للدخول إليها. (لوقا 16: 16)
- The Law and the Prophets were proclaimed until John. Since that time, the good news of the kingdom of God is being preached, and everyone is forcing his way into it. (Luke 16: 16)
4 - وفي أحد تلك الأيام إذ كان يُعلم الشعب ويُبشر. (لوقا 20: 1)
النص من نسخة كتاب الحياة مع ترجمتها الانجليزية:
- وفيما كان يُعلم الشعب في الهيكل ذات يوم ويُبشر. (لوقا 20: 1) 
- One day as he was teaching the people in the temple courts and preaching the gospel. (Luke 20: 1)
كما نقرأ في النصوص الثلاثة الاولى فإن مترجمي النسخة العربية استخدموا المعنى اللغوي فقط وهو يُبشر بمملكة الإله في حين أن مترجمي النسخة الانجليزية أضافوا كلمة Good news والتي تعني الخبر الجيد أو الخبر السار، أي إنجيل، وهذا يعني أن إنجيل يسوع هو التبشير بمملكة الإله، ولكن نتيجة لحرص ناشري الأناجيل على عدم لفت الانتباه الى وجود أناجيل غير الأربعة وخصوصاً إنجيل يسوع فقد استخدموا المعنى اللغوي! وهذا نلاحظه في النص الأخير، إذ أن مترجمي النسخة العربية كتبوا عن التبشير بشكل مطلق وقاموا بحذف كلمة إنجيل لخوفهم من لفت الأنظار الى وجود إنجيل في زمن يسوع غير الأناجيل الأربعة، في حين أن مترجمي النسخة الانجليزية ونتيجة لظروفهم الخاصة احتفظوا بكلمة إنجيل The gospel ولم يحذفوها!
كلمة إنجيل في إنجيل يوحنا
وأما إنجيل يوحنا، الذي قال عنه يوحنا انه شهادته ليسوع، فلا يوجد فيه أي إشارة الى كلمة إنجيل، سواء بمعناها الاصطلاحي أو اللغوي بجذورها المختلفة أي البشارة أو يُبشر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق