الثلاثاء، 24 يوليو 2018

مصادر بعض أحداث قصة يسوع في بستان جثسيماني: نوم التلاميذ، وكيفية صلاة يسوع الأخيرة، وظهور ملاك من السماء، وقول يسوع ان الشيطان سيغربل التلاميذ، وسقوط الجند على ظهورهم، والتلميذ العاري

الفصل الثالث: مصادر الأناجيل وطريقة تأليفها وكتابتها

القسم السادس: النصوص المقتبسة من العهد القديم دون نسبتها له مباشرة
في هذا القسم سأقوم بدراسة النصوص المقتبسة من العهد القديم والتي لم تُنسب إليه مباشرة، كما هو الحال في الأقسام السابقة، أو ما أُطلق عليه الحبكة القصصية والحوارية، وفيه سنطلع على معظم الأحداث والقصص والأقوال المذكورة في الأناجيل ومقارنتها بالعهد القديم وبواقع حال يسوع كما تصفه قوانين إيمان الكنائس، وأبدأ ببعض أسماء وألقاب يسوع.
مصادر بعض أحداث قصة يسوع في بستان جثسيماني
16 - مصدر قصة نوم التلاميذ ليلة إلقاء القبض على يسوع
بعد العشاء الأخير يذهب يسوع مع تلاميذه الى بستان جثسيماني ليُصلي كي تعبر عنه كأس الصلب، وخلالها تكتب الاناجيل عن موقف غريب جداً للتلاميذ وهو نومهم، مع أنه كان قد أمرهم أن يسهروا ويصلوا معه، مما أثار دهشة يسوع كما في النصوص التالية:
- حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يُقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى أمضي وأُصلي هناك،
ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب،
فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت، امكثوا ههنا واسهروا معي،
ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجهه، وكان يُصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أُريد أنا بل كما تريد أنت،
ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياماً،
فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة،
اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة،
أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف،
فمضى أيضاً ثانية وصلى قائلاً يا أبتاه إن لم يُمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها فلتكن مشيئتك،
ثم جاء فوجدهم نياماً أيضاً، إذ كانت أعينهم ثقيلة، فتركهم ومضى أيضاً وصلى ثالثة قائلاً ذلك الكلام بعينه، ثم جاء إلى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا هوذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يُسلم إلى أيدي الخطاة. (متّى 26: 36-45)
- وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى أُصلي،
ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب،
فقال نفسي حزينة جداً حتى الموت، امكثوا هنا واسهروا،
ثم تقدم وخرّ على الأرض،
وكان يُصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن،
وقال يا أبا الأب كل شيء مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس،
ولكن ليكن لا ما أُريد أنا بل ما تريد أنت، ثم جاء ووجدهم نياماً،
فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم، أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة،
اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف،
ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه،
ثم رجع ووجدهم أيضاً نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يُجيبونه،
ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الآن واستريحوا، يكفي قد أتت الساعة هو ذا ابن الإنسان يُسلم إلى أيدي الخطاة. (مرقس 14: 32-41)
- وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه أيضاً تلاميذه،
ولما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة،
وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى،
قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك،
وظهر له ملاك من السماء يُقوّيه،
وإذ كان في جهاد كان يُصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض،
ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن،
فقال لهم لماذا أنتم نيام، قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. (لوقا 22: 39-46)
هذه ثلاثة نصوص في ثلاثة اناجيل تتحدث عن نوم التلاميذ الكبار بطرس ويعقوب ويوحنا عندما كان يسوع يصلي بأشد لجاجة كي لا يُصلب، وإن كنا نفتقد يوحنا في الحديث عن القصة، فعدم ذكر يوحنا لهذه القصة يُثير الشك في أصلها، إذ كيف لا يكتب في إنجيله عن آخر ليلة أمضاها يسوع على الارض وهو يصلي كي لا يُصلب، وهذا الأمر يطرح سؤالاً وهو من أين اقتبس كتبة الاناجيل قصة نوم التلاميذ؟
لنقرأ النص التالي:
- حاشا لي من قِبَلِ الرب أن أمدّ يدي الى مسيح الرب،
والآن فخذ الرّمح الذي عند رأسه وكوز الماء وهلمّ،
فأخذ داوُد الرّمح وكوز الماء عند رأس شاول وذهبا ولم يَر ولا علِم ولا انتبه أحد لأنهم جميعاً كانوا نياماً لأن سُبات الرب وقع عليهم. (صموئيل الاول 26: 11-12)
هذا النص جزء من قصة الصراع بين داوُد وشاول، وفيه ان داوُد تمكن من القدرة على قتل شاول لان أصحاب شاول كانوا نياماً وسبات الرب وقع عليهم، فحاول كتبة الاناجيل ان يتقمصوا هذه القصة ويلصقوها بيسوع حسب منهجهم في كتابة الأناجيل كما ظهر لنا في هذا الكتاب، فقاموا بكتابة مضمونها عن التلاميذ النيام، مع علمهم بما سيُسببه هذا من ملامة للتلاميذ، لان أبسط أتباع الكنائس مستعد للصلاة مع يسوع شهراً كاملاً كي لا يصلبه اليهود، وقد يكون هذا هو السبب في عدم كتابة يوحنا للقصة في انجيله واتجه بها اتجاهاً آخر وهو التركيز على حرص يسوع على حياة التلاميذ كدليل على حبه لهم كما هو مذكور في انجيله!
17 -  مصادر قصة كيفية صلاة يسوع الأخيرة
في النصوص السابقة قرأنا عن اختلاف الطريقة التي صلى بها يسوع، فمتّى ومرقس كتبا أن يسوع خرّ على وجهه أو على الارض، ولوقا كتب أن يسوع جثا على ركبتيه، فهذا الاختلاف في طريقة الصلاة يُثير الحيرة إذا وافقنا الكنائس على قولها أن الاناجيل مكتوبة بسوق من الروح المقدس، إذ كيف لا يُبين الروح المقدس الطريقة التي صلى بها يسوع؟! وأما إذا قلنا ان هذه الاناجيل كتبت من خلال اقتباس الكتبة لنصوص العهد القديم وفهمهم وتفسيرهم لها، فإننا سنجد حلاً لكل التناقضات والأخطاء الموجودة في الاناجيل ومنها هذه الفقرات، فمتّى ومرقس اعتمدا في كتابة الطريقة التي صلى بها يسوع على النصين التاليين:
- فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه،
فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض. (تكوين 18: 2)
- فجاء الملاكان إلى سدوم مساءً وكان لوط جالساً في باب سدوم،
فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض. (تكوين 19: 1)
في حين أن لوقا اعتمد على النص التالي:
- فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكُواهُ مفتوحة في عليته نحو أُورشليم،
فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك. (دانيال 6: 10)
وأما يوحنا فلم يذكر هذه الصلاة ولا كيفيتها ولا القصة كلها في إنجيله! من هنا أقول ان الاختلاف في قصص الاناجيل مرجعه في الأساس الى اختلاف الاقتباس من العهد القديم وفهم وتفسير الكتبة لتلك النصوص وصياغتها بطريقة قصصية، وليس نتيجة لأخطاء ارتكبها الروح المقدس، لأنه لم يكن موجوداً عند كتابتها، وهو ما يشير الى أن قانون لا تقبل خبراً كاذباً ينطبق على هذه القصة.
18 -  مصدر قصة ظهور ملاك من السماء لتقوية يسوع
في القصة السابقة انفرد لوقا بكتابة جملة تتحدث عن ظهور ملاك لتقوية يسوع، كما في النص التالي:
وظهر له ملاك من السماء يقويه. (لوقا 22: 43)
هذه الفقرة كتبها لوقا خلال حديثه عن صلاة يسوع الأخيرة عندما كان يحاول ان تعبر عنه تلك الكأس وأن لا يُصلب، وهذا الظهور للملاك لم يكن له أي تأثير في مجرى قصة الصلب، لأنه كما تخبرنا الاناجيل فإن يسوع وهو معلق على الصليب صرخ الى إلهه إلهي إلهي لماذا تركتني، فهو لم يكن راضياً عن صلبه!
وعدم تأثير ظهور الملاك وتقويته ليسوع يشير الى ان لوقا ذكرها اقتباساً من قصص العهد القديم كعادة كتبة الاناجيل، فمن أين أخذ لوقا هذا الفكرة؟
لنقرأ النص التالي:
- ثم مدّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه،
فناداه ملاك الرب من السماء، وقال إبراهيم إبراهيم، فقال هاأنذا،
فقال لا تمدّ يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئاً، لأني الآن علمتُ أنك خائف الإله فلم تمسك ابنك وحيدك عني، فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه،
فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده مُحرقة عوضاً عن ابنه. (تكوين 22: 10-13)
كما نقرأ في هذا النص فإن ملاكاً ظهر لإبراهيم من السماء وأنهى التجربة التي كان إبراهيم مزمعاً القيام بها لإثبات انه عابد للرب ومنفذ لكل أوامره حتى لو كان ذلك الأمر بذبح ابنه الوحيد، وهو الذي رُزِقَ به في شيخوخته.
إن قراءة لوقا لهذه القصة وهي تتحدث عن تضحية إبراهيم بابنه جعلته يتقمص هذه القصة وهو يكتب قصة صلب يسوع فأخذ منها تضحية الأب بابنه، وان نسي في خضم محاولاته إثبات صلب يسوع انه لا يكتب عن حدث أنساني بل كما تقول قوانين إيمان الكنائس ان الفاعلين هنا هما اثنان من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر، ولكن لا بأس من أخذ المثال والعبرة من البشر في التضحية والفداء والإخلاص!
واذا كان الرب قد أرسل ملاكاً لإبراهيم ليوقف هذه التجربة لأنها أدت الغرض منها، فكان من المناسب أن يكتب لوقا عن ظهور ملاك في قصته لان ابن إبراهيم ليس بأعظم من أحد الاقانيم، ولكن ما العمل الذي يجب أن يقوم به ذلك الملاك؟
إذا قال لوقا ان الملاك أنقذ يسوع من الصلب وهو ما كان يجب عليه فعله كما فعل الملاك الذي أرسله الرب الى إبراهيم، تفشل القصة كلها، لهذا كتب لوقا ان ملاكاً ظهر له يُقويه، على ماذا يقويه؟!
ألم يستطع ذلك الملاك أن ينقذ يسوع من الصلب؟
ليس مهماً أي تساؤل قد يخطر على قلب أحد من البشر المهم عند لوقا انه كتب عن ظهور ملاك ليسوع يقويه كما ظهر لإبراهيم ملاكاً!
19 - مصدر قول يسوع أن الشيطان سيغربل التلاميذ
ثم بعد تلك الصلاة يكتب لوقا نصاً انفرد به عن الآخرين، وهو كما يلي:
- وقال الرب سمعان سمعان هو ذا الشيطان طلبكم لكي يُغربلكم كالحنطة،
ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك،
وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك. (لوقا 22: 31-32)
هذا النص تفرد بكتابته لوقا ونحن قد نتجاوز عن تفرد أحد الكتبة بذكر قصص لم يذكرها الآخرون إذا كانت تتضمن معلومات صحيحة وغير متناقضة مع الاناجيل وقوانين إيمان الكنائس، وأما إذا تناقضت فهذا يدل على أن القصة المذكورة ليست مكتوبة بسوق من الروح المقدس، وليست وحياً، وهذا النص لا يمكن قبوله ولا قبول القول أنه كتب عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس، لأنه بالإضافة لتفرد لوقا بكتابته فهو يتناقض مع قوانين إيمان الكنائس ويتناقض مع ما كتب في الاناجيل ومنها إنجيل لوقا نفسه!
فقوله إن يسوع طلب من أجل بطرس أن لا يفنى إيمانه، فممن طلب يسوع أن لا يفنى إيمان بطرس، وهو الذي تقول عنه الكنائس أنه أحد الأقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر ولهم نفس الإرادة، فإذا كانت الأقانيم واحد فهل يطلب الشخص من ذاته؟
والأهم من هذا هو هل استجاب من طلب منه يسوع أم لم يستجب له؟
تكتب الاناجيل ومنها إنجيل لوقا أن بطرس بعد هذا القول أنكر يسوع ولعنه فهذا يدل على عدم حفظ إيمان بطرس، وكذلك لم يقم بطرس بتثبيت باقي التلاميذ، لأنهم كلهم هربوا عن يسوع وقت إلقاء القبض عليه واختبؤوا وقت الصلب ولم يصدقوا أنه قام من الأموات!
وهذا يدل على أن طلب يسوع لم يُستجب له، وهو ما يتناقض مع قول يسوع ان أباه يستجيب له في كل وقت، (يوحنا 11: 41-42)، فهذه التناقضات والأخطاء تدل على أن لوقا كتب النص بعيداً عن الروح المقدس، فمن أين أخذ لوقا فكرة هذا النص؟!
لنقرأ النص التالي:
- لأنه هاأنذا آمر فأُغربل بيت إسرائيل بين جميع الأمم كما يُغربل في الغربال وحبة لا تقع الى الأرض. (عاموس 9: 9)
هذا النص يتحدث عن غربلة الرب لبني اسرائيل، وعندما قرأه لوقا أحب أن يكتب نصاً شبيهاً به عن غربلة تلاميذ يسوع كعادة ومنهج كتبة الاناجيل في كتابتها، ولكنه وقع في الأخطاء والتناقضات السابقة لأن اقتباس النصوص شيء وحدوثها شيء آخر.
20 -  مصدر قصة سقوط الجند على ظهورهم وقت إلقاء القبض على يسوع
- فلما قال لهم إني أنا هو، رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض، فسألهم أيضاً من تطلبون، فقالوا يسوع الناصري، أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو، فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء،
ليتم القول الذي قاله إن الذين أعطيتني لم أُهلك منهم أحداً. (يوحنا 18: 6-9)
هذا النص جزء من قصة إلقاء القبض على يسوع في إنجيل يوحنا، وهي مما خالف فيها يوحنا الكتبة الآخرين، وهذا الاختلاف ليس الخطأ الوحيد في القصة، فكما نقرأ فإن يوحنا كتب ليتم القول الذي قاله إن الذين أعطيتني لم أُهلك منهم أحداً، وسواء كان هذا القول منسوب الى العهد القديم أو الى يسوع، فالاستشهاد به غير صحيح، لأنه بالإضافة الى عدم وجوده في العهد القديم، فهو لم يتحقق لأن جميع التلاميذ هلكوا، وذلك بهروبهم وقت إلقاء القبض على يسوع وإنكارهم له وشكهم فيه واختفائهم عند صلبه، والأهم وهو عدم تصديقهم أنه قام من الأموات، لهذا أقول إن هذا القول مقتبس من العهد القديم ووضعه يوحنا في قصة إلقاء القبض على يسوع التي تختلف عن قصة إلقاء القبض على يسوع في الاناجيل الأُخرى، والنصوص التي اقتبس منها يوحنا هي ما يلي:
- عند رجوع أعدائي الى خلف يسقطون ويهلكون من قدّام وجهك. (مزمور 9: 3)
- عندما اقترب إليّ الأشرار ليأكلوا لحمي مضايقيّ وأعدائي عثروا وسقطوا. (مزمور 27: 2)
- ليخز وليخجل الذين يطلبون نفسي ليرتد الى الوراء ويخجل المتفكرون بإساءتي. (مزمور 35: 4)
- ليخز وليخجل معاً الذين يطلبون نفسي لإهلاكها ليرتد الى الوراء وليخز المسرورون بأذيتي. (مزمور 40: 14)
حينئذ ترتد أعدائي الى الوراء في يوم أدعوك فيه، هذا علمته لأن الإله لي، الإله افتخر بكلامه الرب أفتخر بكلامه، على الإله توكلت فلا أخاف ماذا يصنعه بي الإنسان. (مزمور 56: 9-11)
فيوحنا عندما قرأ هذه النصوص رأى أنه من المناسب اقتباسها وصياغتها في قصة من قصص إنجيله، فكتب مضمونها وقت إلقاء القبض على يسوع مخالفاً بذلك الاناجيل الأُخرى، وضمّنه قولاً خاطئاً، سواء بنسبته للعهد القديم أو ليسوع فهو غير صحيح.
21 - مصدر قصة التلميذ العاري
وتبعه شاب لابساً إزاراً على عُريه فأمسكه الشبان،
فترك الإزار وهرب منهم عرياناً. (مرقس 14: 51)
هذا النص تفرد بذكره مرقس وهو على غرابته وتفرده يتناقض مع نص يوحنا السابق الذي يتحدث عن عدم هلاك أي تلميذ، فهروب هذا التلميذ يدل على هلاكه وتناقضه مع نص يوحنا، مما يعني أن هذا القول ليس وحياً، فمن أين اقتبس مرقس هذا النص؟
لنقرأ النص التالي:
والقوي القلب بين الأبطال يهرب عرياناً في ذلك اليوم، يقول الرب. (عاموس 2: 16)
هذا هو النص الذي اقتبس منه مرقس نصه السابق، فقراءة مرقس عن هروب قوي القلب عرياناً في ذلك اليوم جعله يكتب عن هروب أحد التلاميذ عرياناً، والأغرب من اقتباس مرقس لهذا النص هو قول الكثير من رجال الكنائس أن التلميذ العاري هو مرقس نفسه؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق