الثلاثاء، 24 يوليو 2018

مصدر قصة نوم يسوع في السفينة

الفصل الثالث: مصادر الأناجيل وطريقة تأليفها وكتابتها

القسم السادس: النصوص المقتبسة من العهد القديم دون نسبتها له مباشرة
في هذا القسم سأقوم بدراسة النصوص المقتبسة من العهد القديم والتي لم تُنسب إليه مباشرة، كما هو الحال في الأقسام السابقة، أو ما أُطلق عليه الحبكة القصصية والحوارية، وفيه سنطلع على معظم الأحداث والقصص والأقوال المذكورة في الأناجيل ومقارنتها بالعهد القديم وبواقع حال يسوع كما تصفه قوانين إيمان الكنائس، وأبدأ ببعض أسماء وألقاب يسوع.
61 - مصدر قصة نوم يسوع في السفينة
- ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه، وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة، وكان هو نائماً،
فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيد نجّنا فإننا نهلك،
فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان،
ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم،
فتعجب الناس قائلين أيّ إنسان هذا فإن الرياح والبحر جميعاً تطيعه. (متّى 8: 23-27)
- فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة وكانت معه أيضاً سفن أُخرى صغيرة،
فحدث نوْء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ،
وكان هو في المؤخر، على وسادة نائماً،
فأيقظوه وقالوا يا معلم أما يهمّك أننا نهلك،
فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت، ابكم،
فسكنت الريح وصار هدوء عظيم،
وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا،
كيف لا إيمان لكم،
فخافوا خوفاً عظيماً،
وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا،
فإن الريح أيضاً والبحر يُطيعانه. (مرقس 4: 36-41)
- وفي أحد الأيام دخل سفينة هو وتلاميذه،
فقال لهم لنعبر الى عبر البحيرة، فأقلعوا، وفيما هم سائرون نام،
فنزل نوء ريح في البحيرة،
وكانوا يمتلئون ماء وصاروا في خطر،
فتقدّموا وأيقظوه قائلين يا معلم يا معلم إننا نهلك،
فقام وانتهر الريح وتموّج الماء فانتهيا وصار هدوء،
ثم قال لهم أين إيمانكم،
فخافوا وتعجّبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا، فانه يأمر الرياح أيضاً والماء فتطيعه. (لوقا 8: 22-25)
هذه النصوص تتحدث عن قصة تسكين يسوع للريح والبحر، وهي قصة يشوبها الكثير من التناقض مع قوانين إيمان الكنائس المختلفة، أو أن تلك القوانين تتناقض معها، إذ تصف يسوع بالنوم وفي نص مرقس بالنوم على وسادة! وصفة النوم تدل على ان من يتصف بها ليس إلهاً كما قال إيليا عند ذبحه لكهنة البعليم، كما في النص التالي:
وعند الظهر سخر بهم إيليا وقال ادعوا بصوت عال لأنه إله،
لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فينتبه. (الملوك الاول 18: 27)
وهذه النصوص كذلك  تتناقض مع صفة الرب الإله الحق الواحد خالق السموات والارض الذي لا ينعس ولا ينام ولا تسعه السموات ولا سماء السموات ولا يسكن على الارض مع الانسان كما سبق وبينت هذا الأمر، بالإضافة لوصفها التلاميذ بعدم الإيمان، فإذا كان التلاميذ غير مؤمنين فمن هو المؤمن من الكنائس المختلفة؟
 من هذه الأخطاء والتناقضات أستطيع القول أن هذه القصة مقتبسة من العهد القديم على طريقة كتبة الاناجيل في كتابتهم لها، فمن أين اقتبس كتبة الاناجيل هذه القصة؟
لنقرأ النص التالي:
- فأرسل الرب ريحاً شديدة الى البحر،
فحدث نوء عظيم في البحر،
حتى كادت السفينة تنكسر،
فخاف الملاحون وصرخوا، كل واحد الى إلهه، وطرحوا الأمتعة التي في السفينة الى البحر ليخففوا عنهم،
وأما يونان فكان قد نزل الى جوف السفينة واضطجع ونام نوماً ثقيلاً،
فجاء إليه رئيس النوتيّة وقال له مالك نائماً، قم اصرخ الى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك. (يونان 1: 4-6)
في هذا النص نقرأ قصة يونان وركوبه السفينة، وإذا أمعنا النظر في فقراتها نكاد نلمح كتبة الاناجيل وهم يقتبسونها وينسبونها ليسوع مع أنهم يقولون عنه أنه إله وابن الإله، ويصفون التلاميذ بقلة الإيمان!
كما أن متّى اقتبس منها مدة بقاء يسوع في القبر والتي لا تتفق مع ما هو مكتوب في الأناجيل عن مدة بقائه في القبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق