الثلاثاء، 24 يوليو 2018

مصدر نسب يسوع وطريقة كتابته

الفصل الثالث: مصادر الأناجيل وطريقة تأليفها وكتابتها

القسم السادس: النصوص المقتبسة من العهد القديم دون نسبتها له مباشرة
في هذا القسم سأقوم بدراسة النصوص المقتبسة من العهد القديم والتي لم تُنسب إليه مباشرة، كما هو الحال في الأقسام السابقة، أو ما أُطلق عليه الحبكة القصصية والحوارية، وفيه سنطلع على معظم الأحداث والقصص والأقوال المذكورة في الأناجيل ومقارنتها بالعهد القديم وبواقع حال يسوع كما تصفه قوانين إيمان الكنائس، وأبدأ ببعض أسماء وألقاب يسوع.
4 - مصدر نسب يسوع وطريقة كتابته
نسب يسوع في انجيل متّى وانجيل لوقا، ونسبه المفترض في العهد القديم:

النسب في العهد القديم
النسب في إنجيل لوقا
النسب في إنجيل مَتّى

آدم
وهو على ما كان يُظن ابن يوسف
إبراهيم
1
شيث
هالي
اسحق
2
آنوش
متثات
يعقوب
3
قينان
لاوي
يهوذا
4
مهللئيل
ملكي
فارص ابن ثامار 
5
يارد
ينّا
حصرون
6
أخنوخ
يوسف
أرام
7
متوشالح
متّاثيا
عميناداب
8
لامك
عاموص
نحشون
9
نوح
ناحوم
سلمون
10
سام
حسلي
بوعز ابن راحاب 
11
ارفكشاد
نجّاي
عوبيد ابن راعوث
12
شالح
مآث
يسّي
13
عابر
متّاثيا
داوُد الملك
14
فالج
شمعي
سليمان
15
رعو
يوسف
رحبعام
16
سروج
يهوذا
أبيّا
17
ناحور
يوحنا
آسا
18
تارح
ريسا
يهوشافاط
19
ابراهيم
زربابل
يورام
20
اسحاق
شألتيئيل
عُزيّا
21
يعقوب
نيري
يوثام
22
يهوذا
ملكي
أحاز
23
فارص
أدّي
حزقيا
24
حصرون
قصم
منسّى
25
رام
ألمُودام
آمون
26
عميناداب
عير
يوشيا (وَلَدَ يكنيا عند سبي بابل) 
27
نحشون
يوسي
يكنيا (بعد السبي وَلَدَ شألتئيل)
28
سلمون
أليعازر
شألتئيل
29
بوعز
يوريم
زربابل
30
عوبيد
متثات
أبيهود
31
يسّي
لاوي
ألياقيم
32
داوُد
شمعون
عازور
33
سليمان
يهوذا
صادوق
34
رحبعام
يوسف
أخيم
35
ابيام
يونان
أليود
36
آسا
ألياقيم
أليعازر
37
يهوشافاط
مليا
متّان
38
يهورام
مينان
يعقوب
39
اخزبا
متّاثا
يوسف رجل مريم التي وُلِدَ منها يسوع الذي يُدعى المسيح 
40
يهواش
ناثان

41
امصيا
داوُد

42
عزريا
يسّي

43
يوثام
عوبيد

44
آحاز
بوعز

45
حزقيا
سلمون

46
منسّى
نحشون

47
امون
عميناداب

48
يوشيّا
أرام

49
يهوياقيم (الياقيم)
حصرون

50
يهوياكين (يكنيا)
فارص

51
شألتئيل
يهوذا

52
فدايا
يعقوب

53
زربابل
إسحاق

54
حننيا
ابراهيم

55
بنو حننيا (فلطيا و يشعيا)
تارح

56

ناحور

57

سروج

58

رَعُو

59

فالج

60

عابر

61

شالح

62

قينان

63

أرفكشاد

64

سام

65

نوح

66

لامك

67

متوشالح

68

أخنوخ

69

يارد

70

مهللئيل

71

قينان

72

أنوش

73

شيث

74

آدم

75

ابن إله

76

نسب متّى مذكور في الاصحاح الاول من العدد 1 الى العدد 17
نسب لوقا مذكور في الاصحاح الثالث من العدد 23 الى العدد 38
نسب العهد القديم مذكور في عدة أسفار ولكن يجمعها سفر أخبار الأيام الأول الاصحاح الاول والثاني والثالث.
لقد كتب متّى ولوقا نسبين ليسوع تناقضا واختلفا كثيراً في الأسماء التي كتباها كما هو مبين في الجدول السابق، مما شكل حالة دائمة من الحيرة في قلوب وعقول الطيبين من أتباع الكنائس عن سبب وجود هذه التناقضات والاختلافات، وحتى في طريقة كتابتهما للأسماء، فمتّى كتب نسبه من الأعلى للأسفل، أي من إبراهيم الى يوسف النجار، وأما لوقا فقد كتب نسبه بالطريقة المتعارف عليها، أي من الأسفل الى الأعلى، أي من يسوع الى آدم، وهما كما يلي:
- كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داوُد بن إبراهيم،
إبراهيم ولد إسحاق وإسحاق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا ويهوذا ولد فارص وفارص ولد حصرون. . . . . .
وألعازر ولد متّان ومتّان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح. (متّى 1: 1-16)
- ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي بن متثات بن لاوي . . .
بن ناثان بن داوُد . . . بن آدم ابن الإله. (لوقا 3: 23-38)
كنت في كتاب يسوع بن يوسف النجار أسئلة حائرة قد درست النسبين بشكل مفصل وأظهرت هناك أن متّى قام بحذف خمسة أسماء من نسب العهد القديم وهم أخزيا بن يورام ويوآش بن يورام وأمصيا بن يوآش ويهوياقيم بن يوشيا وفدايا بن شألتئيل، كما قام بكتابة أسماء لا تتفق مع نسب العهد القديم وهم ذرية زربابل، ليقول في ختام نسبه ان من إبراهيم الى داوُد أربعة عشر جيلاً ومن داوُد الى سبي بابل أربعة عشر جيلاً ومن سبي بابل الى يوسف أربعة عشر جيلاً، فيكون المجموع اثنين وأربعين جيلاً في حين أن ما كتبه كان أربعين اسماً! وإذا أضفنا اسم يسوع يصبح المجموع واحد وأربعون، ومن هذا المجموع لا يمكن خروج اثنين وأربعين جيلاً، كما أظهرت أنه تجاهل نصوصاً في العهد القديم تقول ان يكنيا سيكون عقيماً ولن يجلس أحد من ذريته في المستقبل على كرسي داوُد، وما يهم هنا هو طريقة كتابته النسب، فهي غير متعارف عليها بين البشر، فهو يبدأ من الأعلى وصولاً للشخص المراد كتابة نسبه! فلماذا كتب نسبه بهذه الطريقة؟
في الحقيقة يوجد في العهد القديم عدة نصوص تكتب الأنساب بالطريقة التي كتب متّى بها نسبه مما يدل على أنه كان حريصاً على إحداث التشابه بين إنجيله والعهد القديم في كل شيء حتى في الأُمور غير المتعارف عليها بين البشر، وإن لم يكن حريصاً على كتابة الأسماء الموجودة في العهد القديم كما هي ليقول في نهاية نسبه أن رقم أربعة عشر يتكرر بين أجيال نسبه! وفيما يلي أحد النصوص التي اقتبس منها متّى طريقته في كتابة نسب يسوع:
 - ألعازر ولد فينحاس وفينحاس ولد أبيشوع وأبيشوع ولد بُقّي وبُقّي ولد عُزّي وعُزّي ولد زرحيا وزرحيا ولد مرايوث ومريوث ولد أمريا وأمريا ولد أخيطوب وأخيطوب ولد صادوق وصادوق ولد أخيمعص وأخيمعص ولد عزريا وعزريا ولد يوحانان ويوحنان ولد عزريا وهو الذي كهن في البيت الذي بناه سليمان في أورشليم. (اخبار الايام الاول 6: 4-10)
وأما لوقا فقد كتب نسبه بالطريقة المتعارف عليها بين الناس وهي في ذات الوقت مذكورة في العهد القديم ومنها النص التالي:
- هؤلاء هم القائمون مع بنيهم من بني القهاتيين هيمان بن يوئيل بن صموئيل بن القانة بن يروحام بن ايلئيل بن توح بن صوف بن القانة بن محث بن عماساي بن القانة بن يوئيل بن عزريا بن صفنيا بن تحث بن أسير بن ابيساف بن قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي بن اسرائيل. (اخبار الايام الاول 6: 33-38)
إلا أن لوقا أيضاً قام بارتكاب عدة أخطاء في نسبه منها إضافة اسم غير مذكور في العهد القديم النسخة العبرانية وإن كان قد ذكر في النسخة السبعينية في التكوين إلا أنه لم يُذكر في أخبار الأيام الأول وهو قينان بن أرفكشاد، ومنها ذكره لأولاد ناثان بن داوُد الذين لم يذكر العهد القديم عنهم شيئاً، كما أن ذكرهم يتناقض مع نصوص العهد القديم التي تتحدث عن إقامة عهد المُلك مع سليمان وذريته، ولكن لوقا في محاولته للخروج من نقض العهد مع يكنيا وجعله عقيماً ونقض العهد مع ذريته اضطر لكتابة نسب ذكر فيه ذرية ناثان بن داوُد، وما يوضح هذا الامر هو اختلاف متّى ولوقا في اسم والد يوسف النجار، فمتّى يقول ان اسمه يعقوب في حين ان لوقا قال ان اسمه هالي! ومع هذا التناقض العظيم إلا أنهما اتفقا على الأسماء من إبراهيم الى داوُد وهي الأسماء المذكورة في العهد القديم، فلو كانا يكتبان بأي طريقة من طرق الوحي لما وقعا في هذه التناقضات، وملاحظة أخيرة على نسب لوقا وهي قوله ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف، فما كتبه لوقا هو عبارة عن ظنون، والوحي لا يكون بالظنون، كما أن هذا الظن خطأ فيسوع ليس ابن يوسف، ومن هنا أستطيع القول ان قانون لا تقبل خبراً كاذباً ينطبق على النسبين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق