الجمعة، 27 يوليو 2018

مصدر قول الإنجيل أن يسوع هو الفتى المختار

الفصل الثالث: مصادر الأناجيل وطريقة تأليفها وكتابتها

القسم الرابعالنصوص المنسوبة مباشرة للعهد القديم
في هذا القسم سنطلع على النصوص المنسوبة للعهد القديم مباشرة وقول كتبة الأناجيل أنها لم تتم وتكتمل وتحدث إلا في يسوع وزمنه وجيله، لنرى حقيقتها ومدى صدق ما قاله الكتبة عنها.
8 - مصدر قول الأناجيل أن يسوع هو الفتى المختار
- فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه،
فعلم يسوع وانصرف من هناك، وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً،
وأوصاهم أن لا يظهروه،
لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل هو ذا فتاي الذي اخترته،
حبيبي الذي سُرّت به نفسي،
أضع روحي عليه فيُخبر الأُمم بالحق،
لا يُخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته،
قصبة مرضوضة لا يقصف،
وفتيلة مدخّنة لا يُطفئ،
حتى يُخرج الحق الى النصرة،
وعلى اسمه يكون رجاء الأمم. (متّى 12: 14-21)
نص متّى من نسخة الملك جيمس:
12:14 Then the Pharisees went out, and held a council against him, how they might destroy him.
12:15 But when Jesus knew [it,] he withdrew himself from thence: and great multitudes followed him, and he healed them all;
12:16 And charged them that they should not make him known:
12:17 That it might be fulfilled which was spoken by Esaias the prophet, saying,
12:18 Behold my servant, whom I have chosen; my beloved, in whom my soul is well pleased: I will put my spirit upon him, and he shall shew judgment to the Gentiles.
12:19 He shall not strive, nor cry; neither shall any man hear his voice in the streets.
12:20 A bruised reed shall he not break, and smoking flax shall he not quench, till he send forth judgment unto victory.
12:21 And in his name shall the Gentiles trust.
في هذا النصّ كتب متّى ان ما قاله إشعياء أو ما تنبأ به قبل مئات السنين من مولد يسوع لم يحدث ولم يتم إلا في القصة التي كتبها عن يسوع، والتي لا رابط بينها وبين ما قاله إشعياء كما هو ملاحظ، فالقصة تتحدث عن محاولة الفريسيون إهلاك يسوع وهروبه منهم ومن ثم شفائه لبعض المرضى وتوصيته لهم ان لا يُظهروه! وكلام إشعياء يتحدث، كما كتبه متّى، عن الفتى الذي اختاره الرب والذي يُسرّ به ويضع عليه روحه فيُخبر الأُمم بالحق، ويذكر بعض صفاته مثل عدم المخاصمة، وعدم رفع الصوت، وانه فتيلة مدخّنة لا تطفئ حتى يُخرج الحق الى النصرة ويكون رجاء الأُمم على اسمه، ولم يتحدث عن شفاء المرضى أو هروب ذلك الفتى من أعدائه، ولمعرفة حقيقة ما يتحدث عنه النص، وإن كان يقصد يسوع أم غيره، لا بد من قراءته من سِفر إشعياء وهو مذكور في الإصحاح الثاني والأربعين، وهو كما يلي:
هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرّت به نفسي،
وضعت روحي عليه فيُخرج الحق للأُمم.
هذه هي الفقرة الاولى المقتبسة، وهي في الترجمة العربية تختلف اختلافاً كلياً عما هو مكتوب في إنجيل متّى، ففي إنجيل متّى مكتوب هو ذا فتاي وفي كتاب إشعياء مكتوب هو ذا عبدي، والفرق شاسع بين الفتى والعبد، فكلمة فتاي توحي بأنه ابن للإله وأما كلمة عبدي فهي تشير الى أنه مخلوق من مخلوقات الرب.
وفي نسخة كتاب الحياة مع الترجمة الانجليزية، المطبوعة بإشراف من International Bible Society وهو يأخذ الترميز الدولي رقم ISBN 1-56320-074-0 الطبعة الثالثة
كتبت هذه الفقرة كما يلي:
- هو ذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرت به نفسي. (متّى 12: 18)
- Here is my servant whom I have chosen the one I love, in whom I delight. (Matthew 12: 18)
هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي ابتهجت به نفسي. (إشعياء 42: 1)
- Here is my servant, whom I uphold, my chosen one in whom I delight. (Isaiah 42: 1)
كما نقرأ فإن النسخة الانجليزية تقول خادمي أو عبدي سواء في إنجيل متّى أو في سفر إشعياء، فنحن أمام كلمتين مختلفين واحدة تقول فتاي وهي في إنجيل متّى نسخة الفانديك العربية المعتمدة والترجمة العربية لكتاب الحياة، وثانية تقول عبدي أو خادمي وهي في سفر إشعياء من نسخة الفانديك وفي النسخة الانجليزية لكتاب الحياة سواء في إنجيل متّى أو سِفر إشعياء، وهذا التغيير في الكلمات يدل على أن ناسخي الأناجيل ومترجميها لا يجدون حرجاً في تغيير نصوص العهد القديم بما يتلاءم مع أفكارهم ومعتقداتهم المسبقة بغض النظر عما يمكن أن يسببه ذلك من تغيير لمعاني النصوص، وإذا قرأنا النص من التوراة العبرانية والتوراة السبعينية ونسخة الملك جيمس فإننا سنجد بعض الملاحظات الاضافية التي تبين طريقة كتابة الأناجيل.
نص إشعياء من نسخة الملك جيمس:
42:1 Behold my servant, whom I uphold; mine elect, [in whom] my soul delighteth; I have put my spirit upon him: he shall bring forth judgment to the Gentiles.
نص إشعياء من النسخة العبرانية:
42:1 Behold My servant, whom I uphold; Mine elect, in whom My soul delighteth; I have put My spirit upon him, he shall make the right to go forth to the nations.
نص إشعياء من النسخة السبعينية:
42:1 Jacob is my servant, I will help him: Israel is my chosen, my soul has accepted him; I have put my Spirit upon him; he shall bring forth judgement to the Gentiles.
كما نلاحظ فإن النسخة السبعينية حددت الخادم أو العبد المختار بأنه يعقوب أو إسرائيل، ولهذا اقتبس متّى من النسخة العبرانية التي لم تحدد من هو العبد أو الخادم المختار لأنها تخدم فكرته بالقول ان النص يتحدث عن انسان يأتي في المستقبل، ولم يقتبس من السبعينية لأنها حددت العبد أو الخادم بيعقوب أو اسرائيل، وهذا لن يُساعده في كتابة قصته، ومتّى وكتبة الأناجيل الآخرين كانوا أحياناً يقتبسون من العبرانية وأحياناً من السبعينية، وأحياناً يقتبسون النص الواحد من العبرانية والسبعينية في نفس الوقت، فيأخذون فقرة من العبرانية وفقرة أُخرى من السبعينية إذا لم يكن النص كاملاً في إحدى النسختين يساعدهم في كتابة قصتهم، كما هو الحال هنا! وإذا لم تساعدهم نصوصهما في كتابة قصصهم كانوا يقومون بكتابة نصوصاً ليست مكتوبة لا في العبرانية ولا في السبعينية ثم ينسبونها لكتب الأنبياء كما قرأنا سابقاً وكما سنقرأ لاحقاً! وهو ما يشير الى عدم وجود مصدر إلهي لما يكتبونه سواء بطريق مباشر، أو عن طريق السوق من الروح المقدس، لأنه لو كان الأمر كذلك لما تمّ التلاعب بالنصوص بهذه الطريقة، كما أن هذه الطريقة بالتعامل مع نصوص العهد القديم تشير الى أن الاناجيل كتبت لتتوافق مع تلك النصوص ولم تكتب نصوص العهد القديم لأنها لن تكمل ولم تتم إلا عند كتابة الاناجيل بهذا النسق القصصي.
وأما قوله وضعت روحي عليه فيُخرج الحق للأُمم، فهل حقاً قام يسوع باخراج الحق للأمم؟
لم تخبرنا الأناجيل الأربعة، ولا في موضع واحد منها، أن يسوع كان يخرج الحق للأُمم أو أحضر العدالة لهم أو أعلنها لهم، بحسب الترجمات المختلفة للنص، بل كل ما أخبرتنا به الأناجيل عكس ذلك، فهو عندما كان يشفي بعض المرضى كان يوصيهم بألا يظهروه، كما في هذا النص، وعندما جاءوا بزانية رفض مجرد أن ينطق بحكم الرب كما هو مكتوب في الشريعة وتحجج بان قال لهم من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر، وكذلك الحال بالنسبة لمن طلب منه أن يأمر شقيقه بإعطائه ميراثه فقال له من أقامني عليكما قاضياً.
- وقال له واحد من الجمع يا معلم قل لأخي أن يقاسمني الميراث،
فقال له يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسماً. (لوقا 12: 13-14)
فهذه الأقوال والأفعال لا تدل على إخراجه للحق، وهو نفس الموقف الذي اتخذه من الحكم الروماني فهو رفض أن يقول إن الجزية لا يجب أن تعطى لقيصر، لا بل انه كان يدفع الجزية لولاة قيصر.
فأين هذا النصّ من يسوع وهو طوال حياته كان مُخفياً لدعوته وصفته وحتى نفسه كما هو مكتوب في الأناجيل؟
- لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمع في الشارع صوته،
قصبة مرضوضة وفتيلة خامدة لا يطفئ،
الى الأمان يُخرج الحق،
لا يكلّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض،
وتنتظر الجزائر شريعته.
هذه الفقرات قام متّى بحذف فقرة منها، أو نسي أن يكتبها، وهي الى الأمان يُخرج الحق كما في النصوص التالية:
نص متّى من نسخة الملك جيمس:
12:20 A bruised reed shall he not break, and smoking flax shall he not quench, till he send forth judgment unto victory.
12:21 And in his name shall the Gentiles trust.
نص إشعياء من نسخة الملك جيمس:
42:3 A bruised reed shall he not break, and the smoking flax shall he not quench: he shall bring forth judgment unto truth.
42:4 He shall not fail nor be discouraged, till he have set judgment in the earth: and the isles shall wait for his law.
نص إشعياء من التوراة العبرانية:
42:3 A bruised reed shall he not break, and the dimly burning wick shall he not quench; he shall make the right to go forth according to the truth.
42:4 He shall not fail nor be crushed, till he have set the right in the earth; and the isles shall wait for his teaching.
نص إشعياء من التوراة السبعينية:
42:3 A bruised reed shall he not break, and smoking flax shall he not quench; but he shall bring forth judgement to truth.
42:4 He shall shine out, and shall not be discouraged, until he have set judgement on the earth: and in his name shall the Gentiles trust.
وهنا لن أتكلم عن السبب الذي من أجله تم حذف الفقرة أو نسيان كتابتها، ولكن سأتكلم عن حقيقة ما هو مكتوب في الفقرات ومدى تطابقها مع يسوع.
النص يقول أن ذلك الفتى أو العبد أو الخادم سيُخرج الحق الى الأمان، أو كما كتب متّى الى النصرة، وأنه لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض، فهل أخرج يسوع الحق الى الأمان أو الى النصرة ووضع الحق في الأرض حتى يقول متّى إن نص إشعياء تم زمن يسوع؟
متّى ومرقس كتبا إن آخر كلمات يسوع كانت إلهي إلهي لماذا تركتني، فلو كان يسوع أخرج الحق الى الأمان والنصرة ووضعه في الأرض لما تركه إلهه، وكذلك الحال بالنسبة للتلاميذ الذين تركوه وحده وهربوا وأنكروه وشكوا فيه عند إلقاء القبض عليهم، فلو أنه أخرج لهم الحق الى الأمان والنصرة ووضعه في قلوبهم لما تصرفوا هذا التصرف، لا بل إنهم لم يصدقوا أنه قام من الأموات!
وخلال محاكمته رفض أن يُجيب عن أسئلة بيلاطس وهيرودس ورؤساء الكهنة وهذا يدل على عدم اخراجه للحق ووضعه في الأرض، كما أنه رفض أن يقول حكم الشريعة في الزانية وأن يحكم بين الأخوين في الميراث وقال لأحدهما من أقامني عليكما قاضياً أو مُقسماً وهذا يدل على أنه لم يخرج الحق الى الأمان ويضعه في الأرض.
وأما قول متّى على اسمه يكون رجاء الأمم، فكما نلاحظ أنه اقتبسها من النسخة السبعينية وليس من النسخة العبرانية كما فعل في الفقرة الأولى، لأن هذه الفقرة في النسخة العبرانية لا تساعده في كتابة قصته! لأن اقتباس فقرة وتنتظر الجزائر شريعته من النسخة العبرانية، سيوجه الأنظار الى شرائع يسوع! وكتبة العهد الجديد قالوا ان يسوع لم يأت بشرائع بل جاء بالنعمة التي نقضت شريعة موسى كما بينت ذلك سابقاً! لهذا نجد أن متّى اقتبس الفقرة الاخيرة من النسخة السبعينية وعلى اسمه يكون رجاء الأُمم بدلاً من وتنتظر الجزائر شريعته لأنها لا تساعده في التبشير بأفكاره مع أنه لم يقتبس أول النص من النسخة السبعينية بل اقتبسها من النسخة العبرانية وأيضاً لأنها لا تساعده في كتابة قصته!
وأما قول النص إن ذلك العبد لا يكلّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض فهذا يؤكد بأكثر مما سبق انه لا يقصد يسوع، لان الأناجيل لم تخبرنا أن يسوع لم يكلّ ولم ينكسر حتى أخرج الحق الى الأمان أو النصرة ووضع الحق في الأرض، بل كتبت ان يسوع كان خائفاً من اليهود وهارباً الى البراري ومخفياً دعوته، وكان آخر أمره أن جميع تلاميذه هربوا عنه وأنكروه وشكوا فيه وأُسلم لليهود وصلبوه على الخشبة، فأي حق أخرجه الى الأمان والنصر، ووضعه في الأرض أو أي انتصار حققه ولم ينكسر وهو معلق على الصليب ويصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني؟
- هكذا يقول الإله الربّ خالق السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها،
مُعطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحاً.
هكذا يقول الرب خالق السموات والارض.
لنستمع لما يقوله الرب خالق السموات وناشرها وباسط الارض ونتائجها كما كتب إشعياء:
- أنا الرب قد دعوتك بالبر فأُمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأُمم،
لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
أنا الرب قد دعوتك بالبر فأُمسك بيدك وأحفظك، أي إن الرب غير ذلك العبد وليس كما تقول الكنائس أن الرب هو أحد ثلاثة أجزاء احدها ذلك العبد الذي يتحدث عنه النص أو كما أحب مترجم الإنجيل للغة العربية أن يغير كلمة عبد الى كلمة فتى!
فأُمسك بيدك وأحفظك، وهذا الحفظ لم يتحقق ليسوع لأنه وهو مصلوب على الخشبة صرخ بصوت عظيم وقال إلهي إلهي لماذا تركتني، أي انه لم يحفظه وهذا يدل على أن النص لا يقصده.
وأما قوله لتُخرج المأسورين من السجن، فلم يذكر احد من كتبة الأناجيل ان يسوع أخرج أحداً من السجن، لا بل انه لم يستطع أن يُخرج نفسه من السجن عندما أُلقي القبض عليه، فكيف يكون يسوع هو المقصود بالنص؟
أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أُعطيه لآخر،
ولا تسبيحي للمنحوتات.
أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات، أي إن الرب لا يُعطي مجده لأي شيء من مخلوقاته، فذلك العبد، أو الفتى بحسب الترجمة العربية، هو آخر غير الرب لهذا لا يعطيه مجده، وليس كما تقول الكنائس المختلفة أن الرب ثالث ثلاثة أو أحد الأقانيم الثلاثة، فهو الرب الإله الحق الواحد ولا يعطي مجده لآخر، سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
وأما أن الرب لا يعطي تسبيحاته للمنحوتات فهذا أوضح من أن أُعلق عليه، لأن الكنائس المختلفة ملأت الأرض بالمنحوتات والتماثيل والصور، وتقدم لها كل أنواع التسبيح والتمجيد والتبخير، فهذا اكبر دليل على أن الكنائس المختلفة وقوانين إيمانها تخالف ما جاء في نص إشعياء، وإلا لو كانوا يؤمنون بهذا النص لما قاموا بالتسبيح والتبخير للمنحوتات والتماثيل والأصنام والصور.
- هو ذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مُخبر بها،
قبل أن تنبت أُعلمكم بها.
وأما قول الرب في هذه الفقرة انه يُخبر بالأمور الآتية فهناك عشرات النصوص في العهد القديم تتحدث عن نبوءات تحققت في الوقت والمكان المحدد لها، كما بينت ذلك سابقاً، في حين أنه لا توجد نبوءة واحدة كتبها كتبة الأناجيل على لسان يسوع قد تحققت كما قال، وكنت قد بينت ذلك في فصل نبوءات يسوع من كتاب يسوع بن يوسف النجار ... أسئلة حائرة، مما يدل على أن النص لا يتحدث عن يسوع.
- غنّوا للرب أُغنية جديدة،
تسبيحة من أقصى الأرض،
أيها المنحدرون في البحر ومِلؤه والجزائر وسكانها،
لترفع البرية ومدنها صوتها،
الديار التي سكنها قيدار،
لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا،
ليُعطوا الربّ مجداً ويُخبروا بتسبيحه في الجزائر. (إشعياء 42: 1-12)
في هذه الفقرات يطلب الرب من الناس أن يغنوا أُغنية جديدة، فما هي هذه الأُغنية، ومن هم الذين سيغنونها؟
هل هم أهل قيدار، والديار التي سكنها قيدار؟
واترك للقارئ ان يبحث عن قيدار وعن الديار التي سكنها قيدار!!
قد ارتدوا الى الوراء.
من هم هؤلاء الذين ارتدوا الى الوراء؟
- يخزى خزياً المتكلون على المنحوتات،
القائلون للمسبوكات أنتنّ آلهتنا.
الذين ارتدوا الى الوراء هم المتكلون على المنحوتات والأصنام، الذين يقولون للتماثيل أنها آلهتهم ويبخرونها ويدعونها ويتكلون عليها، هؤلاء هم الذين ارتدوا الى الوراء ولهذا فهم يخزون خزياً لأنهم يتكلون على تماثيلهم وصورهم ومسبوكاتهم القائلون لهذه الأشياء أنتن آلهتنا! فمن هم هؤلاء؟
- أيها الصم اسمعوا،
أيها العُمي انظروا لتبصروا،
من هو أعمى إلا عبدي،
وأصمّ كرسولي الذي أُرسله،
من هو أعمى كالكامل وأعمى كعبد الرب،
ناظرٌ كثيراً ولا تلاحظ،
مفتوح الأُذنين ولا يسمع.
هذه الفقرات تؤكد مرتين ان النص يتحدث عن عبد للرب وليس عن إله أو ابن إله حتى لو كتب بعض المترجمين العرب فتى بدلاً من عبد في أول نص متّى، فهو هنا يعيد التأكيد على انه يتحدث عن عبد للرب، وكان حريّا بمتّى أن يسمع ويُبصر هذه الفقرات قبل اقتباس الفقرة الاولى منها، إذا كان يؤمن أن يسوع هو ما تصفه به الأناجيل والكنائس.
- الرب قد سُرّ من أجل برّه،
يُعظم الشريعة ويُكرمها.
وهاتان الفقرتان تؤكدان ان النص لا يتحدث عن يسوع، لأنه نقض كثيراً من وصايا الشريعة، مثل الطلاق والسبت والمأكولات وغيرها، كما هو مكتوب في الأناجيل، وكما بينته في كتاب يسوع ابن يوسف النجار ... أسئلة حائرة، فصل تعاليم يسوع.
- ولكنه شعب منهوب ومسلوب قد اصطيد في الحفر كله وفي بيوت الحبوس اختبأوا،
صاروا نهباً ولا مُنقذ وسلباً وليس من يقول رُدّ،
من منكم يسمع هذا، يصغي ويسمع لما بعد. (إشعياء 42: 17-23)
من منكم يسمع هذا ويصغي؟ آمين.
من هذا كله يتبين أن متّى لم يكن مصيباً في الاستشهاد بهذا النص، وهي محاولة منه لربط ما يكتبه بالعهد القديم لإضفاء حالة من القداسة والمصداقية عليه وذلك لعدم وجود وحي عنده كما كان عند الأنبياء السابقين، وهو يدل على أن قانون لا تقبل خبراً كاذباً ينطبق على نص متّى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق