السبت، 28 يوليو 2018

أُصول التوراة: الأصل الثاني كلمة الله

الفصل الأولالأُصول والأُسس التي قام عليها العهد القديم وعلاقة كتبة الأناجيل بها

إن اعتماد كتبة الأناجيل والكنائس المختلفة على العهد القديم، واعتبار أنها امتداد له سواء بالاستشهاد بنصوصه أو بتاريخه، يستوجب علينا وقفة للمقارنة بين الاصول والأُسس التي قام عليها العهد القديم والأصول والأُسس التي قامت عليها الأناجيل لنرى صحة هذا الاعتماد وهذا الامتداد، لندرك حقيقة المصادر الذي اعتمد عليها كتبة الأناجيل، كما يستوجب علينا إظهار حقيقة العلاقة بين العهد القديم وكتبة الأناجيل وموقفهم من شرائعه وأحكامه بشكل عام.
لهذا سأقوم في الصفحات التالية باستعراض أهم الاصول والأسس التي قام عليها العهد القديم ومقارنتها بالأصول والأسس التي قامت عليها الأناجيل وتدعو لها، لنرى إن كانت تتوافق فيما بينها أم تختلف، لنفصل القول إن كانت مصادرهما واحدة أم مختلفة، وبالتالي علينا البحث عن المصدر الذي اعتمد عليه كتبة الأناجيل عند كتابتهم لها.
الأصل أو الأساس الثاني كلمة الرب
كلمة الرب، أو كلام الرب، تعتبر من الأُصول التي قام عليها العهد القديم، وهي من صفات الرب خالق السموات والأرض، وتعني أن الرب يتكلم بكلام ليُظهر ما يريده سواء في الخلق أو الأمر، وقد بين العهد القديم صفاتها ومجالات عملها.
المجال الأول وهو الخلق، فنقرأ أن الرب خلق السموات والأرض وما فيهن من مخلوقات بكلمة منه، كما في النصوص التالية:
بكلمة الرب صُنِعَتِ السموات، وبنسمة فِيهِ كل جنودها،
يجمع كندٍّ أمواه اليم يجعل اللجج في أهراء،
لِيَخش الرب كل الأرض ومنه لِيَخف كل سكان المسكونة،
لأنه قال فكان، هو أمر فصار، الربّ أبطل مؤامرة الأُمم لاشى أفكار الشعوب،
أما مؤامرة الرب فإلى الأبد تثبت أفكار قلبه الى دَوْر فَدَوْر. (مزمور 33: 6-11)
- يُرسل كلمته في الأرض سريعاً جداً يُجري قوله الذي يُعطي الثلج كالصوف،
ويُذرّي الصقيع كالرماد، يُلقي جمده كفتات،
قدّام برده من يقف،
يُرسل كلمته فيُذيبها،
يَهُبُ بريحه فتسيل المياه،
يُخبر يعقوب بكلمته وإسرائيل بفرائضه وأحكامه،
لم يصنع هكذا بإحدى الأُمم،
وأحكامه لم يعرفوها. (مزمور 147: 15-20)
- سبِّحُوا الرب من السموات، سبحوه في الأعالي،
سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده،
سبحيه يا أيتها الشمس والقمر، سبحيه يا جميع كواكب النور،
سبحيه يا سماء السموات، ويا أيتها المياه التي فوق السموات،
لتسبح اسم الرب، لأنه أمَرَ فخُلقت،
وثبَّتها الى الدهر والأبد، وضع لها حداً فلن تتعداه. (مزمور 148: 1-6)
كما نقرأ في هذه النصوص فإن السموات والأرض وما فيها من مخلوقات وظواهر طبيعية إنما هي تجسيد لإرادته وتحقيق لكلامه الذي يحدث بمجرد قوله للشيء أن يكون فيكون كما يشاء ولا يتخلف عن أداء وظائفه التي خُلق من أجلها ولا يتعدى حدوده.
المجال الثاني وهو نقض السنن الكونية التي خُلقت بكلماته والتي لا تنقض في حالتها الطبيعية، وذلك لإظهار قدرته وعظمته وتفرّده في السيطرة على جميع المخلوقات، وبالتالي وجوب الخضوع له وحده في العبادة، وهذا يظهر في المعجزات التي ظهرت على أيدي الأنبياء في العهد القديم، وهو ما عبر عنه النص التالي:
أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم،
فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم،
وليذبحوا له ذبائح الحمد وليَعُدّوا أعماله بترنم. (مزمور 107: 20-22)
المجال الثالث وهو الأوامر والفرائض والوصايا والنبوءات والأخبار التي كلم بها الناس عن طريق الأنبياء، إما مباشرة كموسى أو بواسطة الروح أو ملاك أو في وحي المنام كما حدث مع باقي الأنبياء، ونحن نقرأها كثيراً في العهد القديم، وخاصة في الأسفار الخمسة الأولى التي يطلق عليها اسم التوراة، كما نقرأ فيه كثيراً أيضاً فقرات تقول تكلم الرب وقال الرب ويقول الرب وأمر الرب، وهنا نجد أن كلام الرب في العهد القديم يتميز بصفات، منها أنه حق وصدق مطلق وثابت وأنه متحقق كما يقوله بكل دقة سواء فيما يتعلق بوحدانيته أو وعوده أو نبوءاته أو تشريعاته.
وفيما يلي سنلقي الضوء على هذه الصفات من نصوص العهد القديم ونقارنها بما هو مكتوب في العهد الجديد.
- يبس العشب ذبل الزهر وأما كلمة إلهنا فتثبت الى الأبد. (إشعياء 40: 8)
في هذا النص نقرأ ان كلام الرب ثابت الى الأبد وأن المخلوقات كلها هي صورة لهذا الثبات والبقاء.
- لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان الى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل،
هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي
لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سُررتُ به وتنجح في ما أرسلتها له. (إشعياء 55: 10-11)
في هذا النص نقرأ أن كلمة الرب تكون كما يريد الرب وأنها ليست كلمات فارغة، ويربط بينها وبين السنن الكونية مثل المطر والثلج التي تعمل وظائفها كما قدّر الرب لها، ولا تتخلف عن هذه الوظائف على مرّ العصور والأزمان، ولو قارنا هذه الصفات بكلام يسوع في الأناجيل فإننا سنجد أن كلامه لا تنطبق عليه هذه الصفات وسأضرب على هذا بعض الأمثلة.
- فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا،
فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر،
وكل من ترك بيوتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُمّاً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي،
يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. (متّى 19: 27-29)
وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك،
فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُمّاً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل،
إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأُمهات وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات،
وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. (مرقس 10: 28-30)
- فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك،
فقال لهم الحق أقول لكم إن ليس أحد ترك بيتاً أو والِدَين أو إخوة أو امرأة أو أولاداً من أجل مملكة الإله، إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافاً كثيرة،
وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. (لوقا 18: 28-30)
هذه بعض كلمات يسوع لتلاميذه كما كتبها متّى ومرقس ولوقا ونجد أن أي شيء منها لم يتحقق، ولهذا فان الكنائس تسعى بكل جهد لنقل هذه الكلمات عن معانيها الظاهرة والواضحة وتقول ان هذه الكلمات ليس المقصود منها وعوداً حقيقية بل يجب حملها على معان أُخرى، أي إن كلمات يسوع هذه لا تعمل ولا تنجح، فأين كلام يسوع من كلام الرب خالق السموات والأرض؟!
- وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأُصول،
فتذكر بطرس وقال له يا سيدي انظر،
التينة التي لعنتها قد يبست،
 فأجاب يسوع وقال لهم ليكن لكم إيمان بالإله،
لأني الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له،
لذاك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم. (مرقس 11: 20-24)
في هذا النص كتب مرقس أن يسوع وعد تلاميذه بإعطائهم القدرة على نقل الجبال الى البحر، وهذا الوعد لم يتحقق ولم يعمل ولم ينجح في واقع التلاميذ ولا في من جاء بعدهم، إلا إذا قلنا أن التلاميذ لم يكن أحد منهم مؤمناً! وهذا النص يُظهر الفرق بين كلام الرب وكلام يسوع.
- فقال الرسل للرب زد إيماننا،
فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم. (لوقا 17: 5-6)
في هذا النص يُبين يسوع مقدار الايمان المطلوب ليتحقق ما وعد به تلاميذه وهو مثقال حبة خردل، ومع هذا لم يُوجد أحد خلال عشرين قرناً من التلاميذ والكنائس المختلفة من يستطيع أن يأمر جميزة بأن تنقلع وتنغرس في البحر، وهذا يدل على الفرق بين كلام الرب وكلام يسوع، إلا إذا قالت الكنائس المختلفة أن إيمانهم بيسوع هو أقل من حبة خردل.
- الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها لأني ماض الى أبي،
ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الأب بالابن، إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله. (يوحنا 14: 12-14)
في هذا النص يكتب يوحنا أن يسوع قال إن تلاميذه سيعملون معجزات مثل معجزاته بل وأعظم منها، وهذا الوعد لم يتحقق وخاصة إحياء الموتى، وهو ما يبين الفرق بين كلام الرب وكلام يسوع.
الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية،
 أنا هو خبز الحياة،
آباؤكم أكلوا المنّ في البريّة وماتوا،
هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت،
أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء،
إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد،
والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي،
الذي أبذله من أجل حياة العالم،
فخاصم اليهود بعضهم بعضاً قائلين كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكل،
فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم،
من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية،
وأنا أُقيمه في اليوم الأخير،
لأن جسدي مأكل حقّ ودمي مشرب حقّ،
من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه،
كما أرسلني الأب الحيّ وأنا حيٌّ بالأب فمن يأكلني فهو يحيا بي،
هذا هو الخبز الذي نزل من السماء،
ليس كما أكل آباؤكم المنّ وماتوا،
من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد. (يوحنا 6: 47-59)
في هذا النص يكتب يوحنا أن يسوع قال ان من يأكل جسده فإنه سيحيا الى الأبد ولن يموت كما مات بنو إسرائيل الذين أكلوا المنّ في سيناء، وهذا الكلام لم يعمل ولم ينجح في حياة البشر، فعلى الرغم من قيام الكنائس المختلفة بأكل جسده وشرب دمه كل عام عشرات المرات وعلى مدار عشرين قرناً إلا أنهم يموتون كما مات بنو إسرائيل الذين أكلوا المنّ في سيناء، وهذا يبين أيضاً الفرق بين كلام الرب وكلام يسوع.
من هذه الأمثلة وغيرها الكثير نجد أن كلام الرب يختلف عن كلام يسوع من حيث فاعليته وعمله ونجاحه في حياة الناس.
فتّشوا في سِفرِ الرب واقرأوا واحدة من هذه لا تفقد،
لا يُغادر شيء صاحبه،
لأن فمه هو قد أمر،
وروحه هو جمعها،
وهو قد ألقى لها قرعة ويده قسمتها لها بالخيط،
الى الأبد ترثها،
الى دور فدور تسكن فيها. (إشعياء 34: 16-17)
في هذا النص يطلب إشعياء التفتيش في سِفر الرب للبحث عن النبوءات والوعود ويقول انه لم تفقد واحدة منها لأن الرب هو الذي تكلم بها، وهو ما يدل على مكانة كلمة الرب وحقيقتها، وأنها تقع كما قال، وليس كما قرأنا سابقاً عن كلام يسوع!
- مبارك الرب الذي أعطى راحة لشعبه إسرائيل حسب كل ما تكلم به،
ولم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به عن يد موسى عبده. (الملوك الاول 8: 56)
هذا النص يقول بأنه لم تسقط كلمة واحدة من كل الكلام الذي تكلم به الرب عن يد موسى عبده، وهنا لن أتحدث كثيراً عن كلام يسوع بل سأكتفي بضرب مثل واحد يُبين الفرق بين كلام الرب وكلامه.
ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. (لوقا 21: 18)
في هذا النص يكتب لوقا كلاماً على لسان يسوع عن عدم هلاك أي شعرة من رؤوس تلاميذه، والجميع يعلم أن كل التلاميذ قد هلكوا وهلكت معهم شعور رؤوسهم،  فعدم تحقق كلامه يدل على الفرق بين كلام الرب وكلام يسوع، وبالتالي الفرق بين الرب خالق السموات والأرض ويسوع المولود من امرأة، وهذا الفرق يظهر لنا بكل وضوح في النص التالي:
- لأني أنا الرب أتكلم،
والكلمة التي أتكلم بها تكون، لا تطول بعد،
لأني في أيامكم أيها البيت المتمرد أقول الكلمة وأُجريها يقول السيد الرب. (حزقيال 12: 25)
فالرب عندما يقول كلمته تكون كما قال، لأنه هو الرب خالق السموات والأرض وأما غيره فكلامه يكون خطأ ولا يتحقق في وقت قريب ولا بعيد، وقد ظن بنو إسرائيل في زمن تمردهم وكفرهم أن كلام الرب الذي يقوله للأنبياء لا يتحقق في الوقت الذي حدده، بل يمكن أن يكون المقصود به الحديث عن أزمان بعيدة، كما تقول الكنائس أيضاً عن مجيء يسوع الثاني مع أنه قال أنه سيعود قبل موت جميع التلاميذ كما في النصوص التالية:
- الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مملكته. (متّى 16: 28)
- وقال لهم الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله قد أتت بقوة. (مرقس 9: 1)
- حقاً أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله. (لوقا 9: 27)
- ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الأُخرى،
فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان. (متّى 10: 23)
ومع هذه الكلمات فقد مات جميع التلاميذ ولم يأت، مما اضطر الكنيسة للقول إن هذه الكلمات لأزمان طويلة وليس كما كتب متّى ومرقس ولوقا على لسان يسوع في النصوص السابقة، وهو يشبه قول اليهود عن كلام الرب، ولكن الرب لم يرض بهذا القول من اليهود عن كلامه فبين لهم أن كلامه لا يطول وقت تحققه عن موعده الذي حدده له كما في النص التالي:
- وكان إليّ كلام الرب قائلاً يا ابن آدم هو ذا بيت إسرائيل قائلون الرؤيا التي هو رائيها هي إلى أيام كثيرة وهو متنبئ لأزمنة بعيدة،
لذلك قل لهم هكذا قال السيد الرب لا يطول بعد شيء من كلامي،
الكلمة التي تكلمت بها تكون يقول السيد الرب. (حزقيال 12: 26-28)
فكلام الرب يكون كما قال وفي الوقت المحدد، في حين نقرأ في الأناجيل عن يسوع قوله أنه سيعود قبل موت الجيل الذي كان يعيش فيه ومع هذا فلم يأت، ومات ذلك الجيل وبعده عشرات الأجيال، وما زالت الكنائس تقول إن كلامه كان يقصد به إلى أيام كثيرة ولأزمنة بعيدة!
وللتأكيد على أن كلام الرب يتحقق كما قال نقرأ في العهد القديم عشرات النصوص تتحدث عن هذا الموضوع، وفيما يلي بعض منها:
لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي كلم به الرب بيت إسرائيل، بل الكل صار. (يشوع 21: 45)
- فقال لها ألقانة رَجُلها اعملي ما يحسُن في عينيك امكثي حتى تفطميه إنما الرب يقيم كلامه. (صموئيل الاول 1: 23)
- وكبر صموئيل وكان الرب معه،
ولم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط الى الأرض. (صموئيل الاول 3: 19)
وكان من نتائج هذه الصفات لكلام الرب هو تحذير الأنبياء لبني إسرائيل من مخالفة كلام الرب كما في النص التالي:
- وها أنا اليوم ذاهب في طريق الأرض كلها، وتعلمون بكل قلوبكم وكل أنفسكم أنه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم،
الكل صار لكم لم تسقط منه كلمة واحدة،
ويكون كما أنه أتى عليكم كل الكلام الصالح الذي تكلم به الرب إلهكم عنكم،
كذلك يجلب عليكم الرب كل الكلام الرديء حتى يُبيدكم عن هذه الأرض الصالحة التي أعطاكم الرب إلهكم، حينما تتعدّون عهد الرب إلهكم الذي أمركم به وتسيرون وتعبدون آلهة أُخرى وتسجدون لها يحمى غضب الرب عليكم فتبيدون سريعاً عن الأرض الصالحة التي أعطاكم. (يشوع 23: 14-16)
فيشوع في هذا النص يؤكد على أمرين، الأول أن كلام الرب لبني إسرائيل حدث كما قال ولم يسقط منه شيئاً، والثاني تحذيرهم من مخالفة كلام الرب وخصوصاً عبادة آلهة أُخرى معه، وهذان الأمران لم يلتزم بهما كتبة الأناجيل والكنائس المختلفة، فلم يتحقق كلام يسوع كما قال، وكذلك لم يلتزموا بكلام الرب سواء بعدم عبادة أحد معه أو بالالتزام بوصاياه في التوراة، فالأناجيل تتحدث عن ثلاث آلهة تعبدها من دون الرب، وكذلك قاموا بنقض عشرات الوصايا.
كما نلاحظ في العهد القديم ترابطاً كبيراً بين كلام الرب ووحدانيته وشرائعه كما في النصوص التالية:
- إنك قد أُريت لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه،
من السماء أسمعك صوته لينذرك،
وعلى الأرض أراك ناره العظيمة،
وسمعت كلامه من وسط النار،
ولأجل أنه أحب آباءك واختار نسلهم من بعدهم أخرجك بحضرته بقوته العظيمة من مصر،
لكي يطرد من أمامك شعوباً أكبر وأعظم منك ويأتي بك ويُعطيك أرضهم نصيباً كما في هذا اليوم،
فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه،
واحفظ فرائضه ووصاياه التي أُوصيك بها اليوم لكي يحسن إليك والى أولادك من بعدك، ولكي تطيل أيامك على الأرض التي الرب إلهك يُعطيك الى الأبد. (تثنية 4: 35-40)
في هذا النص نقرأ كلام الرب عن ذاته، فيقول إن الرب هو الإله وليس آخر، وليس سواه إله، فكلام الرب يُصرّح بأن الرب هو الإله الواحد الحق وليس سواه إله، في حين أن كتبة الأناجيل والكنائس يقولون إن الآلهة ثلاث وهذا يشير الى مخالفتهم لكلام الرب في العهد القديم.
- فكلمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام،
ولكن لم تروا صورة بل صوتاً، وأخبركم بعهده الذي أمركم أن تعملوا به الكلمات العشر وكتبه على لوحي حجر،
وإياي أمر الربّ في ذلك الوقت أن أُعلمكم فرائض وأحكاماً لكي تعملوها في الأرض التي أنتم عابرون إليها لتمتلكوها،
فاحتفظوا جداً لأنفسكم، فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار،
لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورة مثال مّا شبه ذكر أو انثى،
شبه بهيمة مّا مما على الأرض،
شبه طير مّا ذي جناح ممّا يطير في السماء،
شبه دبيب مّا على الأرض،
شبه سمك مّا ممّا في الماء من تحت الأرض. (تثنية 4: 12-18)
في هذا النص يقول الرب أنه عندما كلم بني إسرائيل في سيناء سمعوا صوته ولكنهم لم يروا صورة، ولهذا حذرهم من عمل تماثيل أو صور والقول للناس أنها تشبه الرب، وهذه الكلمات لم تلتزم بها الأناجيل والكنائس المختلفة، فتقول الأناجيل ان الرب يُشبه الإنسان، الذي رآني فقد رأى الأب، (يوحنا 14: 9)، والذي يراني يرى الذي أرسلني (يوحنا 12: 45)، ومن ثم قامت الكنائس بعمل التماثيل والصور التي نهى الرب عن عملها.
ثم تكلم الإله بجميع هذه الكلمات قائلاً،
أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية،
لا يكن لك آلهة أُخرى أمامي،
لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مّا ممّا في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض،
لا تسجد لهن ولا تعبدهن،
لأني أنا الرب إلهك إله غيور،
أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. (خروج 20: 1-5)
في هذا النص نقرأ أن الرب يُحذر بكلام واضح من اتخاذ آلهة معه وعمل التماثيل والصور لعبادتها والسجود لها، ومع هذا فكتبة الأناجيل والكنائس يعبدون ثلاث آلهة وصنعوا التماثيل والصور وقاموا بعبادتها والسجود والتبخير لها!
- فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أُعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب إله آبائكم يُعطيكم،
لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أُوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم، التي أنا أُوصيكم بها. (تثنية 4: 1-2)
في هذا النص يأمر الرب بالالتزام بوصاياه وأحكامه، ومن أهمها عبادته وحده وعدم عبادة غيره معه أو عمل تماثيل وصور، ويطلب من بني إسرائيل عدم الزيادة على الوصايا أو الإنقاص منها، في حين أن الأناجيل والكنائس المختلفة قد زادت وأنقصت من وصايا الرب وكلامه، وهذا يبين الفرق بين كلام الرب والأناجيل.
- وأما أنت فقف هنا معي فأُكلمك بجميع الوصايا والفرائض والأحكام التي تُعَلّمهم فيعملونها في الأرض التي أنا أُعطيهم ليمتلكوها،
فاحترزوا لتعملوا كما أمركم الرب إلهكم،
لا تزيغوا يميناً ولا يساراً،
في جميع الطريق التي أوصاكم بها الرب إلهكم تسلكون لكي تحيوا ويكون لكم خير وتطيلوا الأيام في الأرض التي تمتلكونها. (تثنية 5: 31-33)
وهنا أيضاً يتكرر التحذير من مخالفة أوامر الرب وخاصة عبادة آلهة معه أو من دونه، وهذا ينقض ما تأمر به الأناجيل والكنائس أتباعها الطيبين من عبادة آلهة أُخرى مع الرب، ومخالفة الكثير من أوامره ووصاياه.
ملعون من لا يُقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها، ويقول جميع الشعب آمين. (تثنية 27: 26)
في هذا النص يقول الرب ملعون من لا يُقيم كلماته التي من أهمها عبادته وحده وعدم عبادة أحد غيره أو معه أو صناعة تماثيل وصور وعبادتها والسجود لها.
ومن صفات كلمة الرب أنها سهلة وليست عسرة الفهم والتطبيق، كما في النص التالي:
إن هذه الوصية التي أُوصيك بها اليوم ليست عَسِرة عليك ولا بعيدة منك،
ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لأجلنا الى السماء ويأخذها لنا ويُسمعنا إيّاها لنعمل بها،
ولا هي في عَبْرِ البحر حتى تقول من يعبر لأجلنا البحر ويأخذها لنا ويُسمِعُنا إيِّاها لنعمل بها،
بل الكلمة قريبة منك جداً في فمك وفي قلبك لتعمل بها. (تثنية 30: 11-14)
ولهذا كان أنبياء وملوك بني إسرائيل المؤمنون يلتزمون بكل وصايا الرب وكلامه كما في النصوص التالية:
- فكلم ملاك الرب جاد أن يقول لداوُد أن يصعد داوُد ليُقيم مذبحاً للرب في بيدر أُرنان اليبوسي،
فصعد داوُد حسب كلام جاد الذي تكلم به باسم الرب،
فالتفت أُرنان فرأى الملاك وبنوه الأربعة معه اختبأوا وكان أُرنان يدرس حنطة. (الأيام الاول 21: 18-20)
في هذا النص نقرأ أن داوُد التزم بكلام الرب واشترى البَيْدَر الذي سيبني عليه المذبح لعبادة الرب.
- وكان كلام الرب الى شمعيا رجل الإله قائلاً، كلم رحبعام بن سليمان ملك يهوذا وكل إسرائيل في يهوذا وبنيامين قائلاً، هكذا قال الرب لا تصعدوا ولا تحاربوا إخوتكم، ارجعوا كل واحد الى بيته لأنه من قبلي صار هذا الأمر، فسمعوا لكلام الرب ورجعوا عن الذهاب ضد يربعام. (الأيام الثاني 11: 2-4)
في هذا النص نقرأ أن رحبعام بن سليمان ومعه سبطي يهوذا وبنيامين قد سمعوا لأمر الرب بعدم محاربة إخوتهم وعادوا الى ديارهم كما أمر الرب.
ولكن هذه الحالة لم تكن دائمة في تاريخ بني إسرائيل فنقرأ أن بني إسرائيل كانوا في بعض الفترات يحاولون تجاوز كلام الرب إلا أنهم كانوا يتراجعون نتيجة لسماعهم تهديد الرب لهم عن طريق بعض الأنبياء كما في النص التالي:
- فجاء شمعيا النبي الى رحبعام ورؤساء يهوذا الذين اجتمعوا من وجه شيشق وقال لهم
هكذا قال الرب أنتم تركتموني وأنا أيضاً تركتكم ليد شيشق،
فتذلل رؤساء إسرائيل والملك وقالوا بارٌّ هو الرب،
فلما رأى الرب أنهم تذللوا كان كلام الرب الى شمعيا قائلاً قد تذللوا فلا أُهلكهم بل أُعطيهم قليلاً من النجاة ولا ينصبُّ غضبي على أُورشليم بيد شيشق، لكنهم يكونون له عبيداً ويعلمون خدمتي وخدمة ممالك الأرضي. (الأيام الثاني 12: 5-8)
وفي أحيان كثيرة كان بنو إسرائيل لا يلتزمون بكلام الرب ووصاياه فكانت العقوبات واللعنات التي وعدهم بها الرب تحلّ عليهم، حتى أسلمهم في النهاية الى السبي، والعهد القديم مليء بالنصوص التي تتحدث عن هذا الأمر، وسأكتفي بذكر نص واحد في هذا المقام يلخص حقيقة كلام الرب وصدقه وهو كما يلي:
- فاعلموا الآن أنه لا يسقط من كلام الرب الى الأرض الذي تكلم به الربّ على بيت أخآب، وقد فعل الرب ما تكلم به عن يد عبده إيليا. (الملوك الثاني 10: 10)
في هذا النص نقرأ أن كلام الرب صادق وكل ما وعد به من عقوبات قد تحقق بكل دقة وفي الزمان المحدد له على بيت أخآب وهو من ملوك بني إسرائيل غير المؤمنين.
وهذه الصفات لكلام الرب نابعة من كونه كلام الرب خالق السموات والأرض، فهو ليس كلام بشر حتى يكون هناك مجالاً لعدم صدقه وعدم تحققه، وهو ما عبر عنه النص التالي بشكل واضح:
ليس الإله إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل،
أو يتكلم ولا يفي. (عدد 23: 19)
فالرب ليس إنساناً ولا ابن إنسان، لهذا فهو لا يكذب ولا يندم ولا يقول قولاً ولا يفعله أو يَعِد وعداً ولا ينفذه، وهذه الحقائق لو قارناها بصفات يسوع وأقواله ووعوده كما ذكرها كتبة الأناجيل فإننا سنجد أنها غير متحققة، لا بل إننا نجد أن كل كلمة في هذا النص القصير تنقض كل ما تقوله الأناجيل وقوانين إيمان الكنائس عن يسوع، فالنص يقول إن الرب ليس إنساناً ولا ابن إنسان والأناجيل تقول إن يسوع إنسان وابن إنسان، فالإنسان وابن الإنسان كيف يصبح إلهاً، ومتى كان الإنسان وابن الإنسان إلهاً يُعبد من دون الرب؟!
- ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الإله هذا لم يعمله إبراهيم. (يوحنا 8: 40)
وأما ابن الإنسان فهو لقب يسوع وهو مذكور أكثر من ثمانين مرة في الأناجيل.
وأما عدم الكذب والندم، فهذان الأمران نجد نقيضهما فيما كتبته الأناجيل عن يسوع، كما في النص التالي:
- ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً ايلي ايلي لما شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتني. (متّى 27: 46)
في هذا النص نقرأ أن يسوع نَدِمَ على قبوله الصلب، هذا طبعاً بحسب قول كتبة الأناجيل والكنائس أن يسوع جاء ليُصلب كي يرفع خطيئة آدم وذريته ويُصالحهم مع الآلهة الثلاث.
وأما بالنسبة لقول شيء وعدم تنفيذه، أو الوعد بشيء وعدم إعطائه، فقد قرأنا سابقاً وعوده للتلاميذ بإعطائهم مائة ضعف مقابل أي شيء يتركونه من أجله، والأناجيل كتبت أن بطرس ترك سفينته من أجل يسوع ومع هذا لم يأخذ بطرس مائة سفينة ولا حتى سفينة واحدة بل عاش حياته فقيراً وكان يعمل بيديه كي يُعيل نفسه.
وللتأكيد على أن كلام الرب يتحقق كما قال الربّ وفي الزمن المحدد له، نقرأ بعض نصوص العهد القديم.
- وافتقد الربّ سارة كما قال، وفعل الرب لسارة كما تكلم، فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته، في الوقت الذي تكلم الإله عنه. (تكوين 21: 1-2)
هذا النص جزء من قصة وعد الرب لسارة بأنها ستلد إسحاق خلال عام وهو ما حدث كما قال الرب وفي الوقت الذي حدده الرب.
- ورأى حلماً وإذا سُلمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يَمَسُّ السماء وهوذا ملائكة الإله صاعدة ونازلة عليها، وهوذا الربّ واقف عليها فقال أنا الربّ إله إبراهيم أبيك وإله اسحاق، الأرض التي أنت مضطجع عليها أُعطيها لك ولنسلك،
ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض،
وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردّك الى هذه الأرض، لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به. (تكوين 28: 13-15)
في هذا النص نقرأ وعد الرب ليعقوب بإعطائه ونسله الأرض المقدسة وهو ما حدث كما وعد الرب وتحقق كلامه.
فكلم الإله إسرائيل في رؤى الليل وقال يعقوب يعقوب، فقال هاأنذا،
فقال أنا الإله إله أبيك، لا تخف من النزول الى مصر لأني أجعلك أُمّة عظيمة هناك،
أنا أنزل معك الى مصر، وأنا أُصعدك أيضاً ويضع يوسف يده على عينيك. (تكوين 46: 2-4)
وهنا أيضاً يتحقق كلام الرب كما قال ونزل بنو إسرائيل الى مصر وأخرجهم منها.
- فكلم الرب موسى قائلاً، سمعتُ تذمّر بني إسرائيل، كلمهم قائلاً في العشية تأكلون لحماً وفي الصباح تشبعون خبزاً،
وتعلمون أني أنا الرب إلهكم. (خروج 16: 11-12)
في هذا النص نقرأ أن الرب كلم موسى بأن بني إسرائيل سيأكلون لحماً وخبزاً وهو ما حدث كما قال الرب.
- وتكلم الرب عن يد عبيده قائلاً، من أجل أن منسَّى ملِك يهوذا قد عمل هذه الأرجاس وأساء أكثر من جميع الذي عمله الأموريون الذين قبله وجعل أيضاً يهوذا يُخطئ بأصنامه،
لذلك هكذا قال الرب إله إسرائيل هاأنذا جالبٌ شراً على أُورشليم ويهوذا حتى أن كل من يسمع به تطنّ أُذناه. (الملوك الثاني 21: 10-12)
في هذا النص نقرأ أن كلام الرب قد تحقق كما قال، فالرب حذر بني إسرائيل من الكفر وعمل الرجس وأنهم إن فعلوا ذلك فإن العقوبة ستلحق بهم، وعندما عمل بنو إسرائيل هذه الخطايا حقق الرب كلامه فيهم، وكان في نهاية الأمر أن أسلمهم للسبي على أيدي الأشوريين والبابليين كما هو مكتوب في العهد القديم.
وأخيراً فان من أغرب ما يُلاحظ في الأناجيل هو خلوها من أي كلمة للرب قالها مباشرة، باستثناء جملتين نُسِبتا الى صوتٍ جاء من السماء ولم يُحَدَّد من قالهما مباشرة، ولست أدري ان كان من المنطقي نسبتهما للرب وخاصة أنهما تخالفان الأصل الذي قام عليه كلام الرب في العهد القديم وهو وحدانية الرب، وهاتان الجملتان مذكورتان في ثلاثة مواضع، مرة وقت تعميد يسوع والثانية في قصة التجلي عند صعود يسوع على جبل ولقائه بموسى وإيليا، والأخيرة قبل الصلب بوقت قصير وسيأتي الحديث عنهما فيما بعد، وهما كما يلي:
- وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل،
 واعتمد من يوحنا في الأردن،
وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماء قد انشقت والروح مثل حمامة نازلاً عليه،
وكان صوت من السماء أنت ابني الحبيب الذي به سُررت. (مرقس 1: 9-11) و(متّى 3: 16-17) و(لوقا 3: 21-22)
- وكانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلاً هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا له اسمعوا. (مرقس 9: 7) و(متّى 17: 5) و(لوقا 9: 35)
- الآن نفسي قد اضطربت وماذا أقول،
أيها الأب نجّني من هذه الساعة ولكن لأجل هذا أتيت الى هذه الساعة،
أيها الأب مجّد اسمك،
فجاء صوت من السماء مجّدتُ وأُمجّدُ أيضاً،
فالجمع الذي كان واقفاً وسمع قال قد حدث رعد،
وآخرون قالوا قد كلمه ملاك،
أجاب يسوع وقال ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم. (يوحنا 12: 27-30)
من هذا كله نخرج بنتيجة وهي أن كلام الرب لا يشبه كلام يسوع ولا الأناجيل في شيء، وهذا يُشير الى اختلاف مصادر الأناجيل عن مصدر العهد القديم، وهو ما يستدعي منا البحث عن تلك المصادر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق