السبت، 28 يوليو 2018

أُصول التوراة: الأصل السابع الناموس أو الشريعة أو التوراة

الفصل الأولالأُصول والأُسس التي قام عليها العهد القديم وعلاقة كتبة الأناجيل بها

إن اعتماد كتبة الأناجيل والكنائس المختلفة على العهد القديم، واعتبار أنها امتداد له سواء بالاستشهاد بنصوصه أو بتاريخه، يستوجب علينا وقفة للمقارنة بين الاصول والأُسس التي قام عليها العهد القديم والأصول والأُسس التي قامت عليها الأناجيل لنرى صحة هذا الاعتماد وهذا الامتداد، لندرك حقيقة المصادر الذي اعتمد عليها كتبة الأناجيل، كما يستوجب علينا إظهار حقيقة العلاقة بين العهد القديم وكتبة الأناجيل وموقفهم من شرائعه وأحكامه بشكل عام.
لهذا سأقوم في الصفحات التالية باستعراض أهم الاصول والأسس التي قام عليها العهد القديم ومقارنتها بالأصول والأسس التي قامت عليها الأناجيل وتدعو لها، لنرى إن كانت تتوافق فيما بينها أم تختلف، لنفصل القول إن كانت مصادرهما واحدة أم مختلفة، وبالتالي علينا البحث عن المصدر الذي اعتمد عليه كتبة الأناجيل عند كتابتهم لها.
الأصل أو الأساس السابع الناموس أو الشريعة أو التوراة
يعتبر الناموس، أو الشريعة، من أهم الاصول والأسس التي قام عليها العهد القديم، وهو عبارة عن الأحكام والوصايا التي تلقاها موسى من الرب خالق السموات والأرض في سيناء بعد خروج بني إسرائيل من مصر، ويُعتبر كذلك العهد بين الرب وبني إسرائيل، ويمكن تقسيمه الى عدة أقسام:
الأول والاهم وهو توحيد الرب وعبادته وحده كما سبق شرحه.
الثاني وهو الشرائع التي تحدد كيفية عبادة الرب من صلاة وصوم وقرابين.
الثالث وهو الشرائع التي تبين طرق التوبة عند ارتكاب الأخطاء.
الرابع وهو الشرائع التي تحدد المعاملات بين بني إسرائيل سواء في العلاقات الزوجية أو التجارية أو الزراعية وغيرها من المعاملات.
الخامس وهو الشرائع التي تحدد العلاقة بين بني إسرائيل وغيرهم من الشعوب، سواء في الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي.
السادس وهو الشرائع التي تحذر من تجاوز الناموس والشرائع والوصايا.
هذه هي ابرز أقسام الناموس، وقد كُتبت في أسفار الخروج واللاويين والعدد والتثنية ولكنها لم تكتب في كتاب بشكل مستقل بل مُزجت مع تاريخ بني إسرائيل وحركتهم خلال خروجهم من مصر الى الأرض المقدسة مما جعل الكثير من الباحثين يشككون في كتابة موسى لتلك الأسفار وخاصة الحديث عن وفاته وما قام به بنو إسرائيل من أعمال تعبيراً عن حزنهم عليه، مع أنه توجد عدة نصوص تتحدث عن كتابة موسى للناموس في كتاب مستقل ووضعه في تابوت العهد وفيما يلي بعض منها:
وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل. (تثنية 31: 9)
فكتب موسى جميع أقوال الرب، وبكّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل واثني عشر عموداً لأسباط إسرائيل الاثني عشر. (خروج 24: 4)
فعندما كمّل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها،
أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً،
خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون شاهداً عليكم،
لأني أنا عارف تمرّدكم ورقابكم الصلبة،
هوذا وأنا بعد حيّ معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي. (تثنية 31: 24-27)
- فقال حِلقيّا الكاهن العظيم لِشافان الكاتب قد وجدتُ سِفر الشريعة في بيت الرب وسلم السِفر لِشافان فقرأه. (الملوك الثاني 22: 8)
لم يكن في التابوت إلا اللوحان اللذان وضعهما موسى في حوريب حين عاهد الرب بني إسرائيل عند خروجهم من مصر. (الأيام الثاني 5: 10)
ومع عدم وجود الناموس في كتاب مستقل إلا أن الشرائع المبثوثة في الأسفار المذكورة سابقاً أُعتبرت أنها هي التي تلقاها موسى من الرب خالق السموات والأرض، وتُعتبر من أهم الأُصول التي قام عليها العهد القديم سواء في الجانب العقائدي أو التعبدي أو التاريخي، وتوجد عشرات النصوص التي تتحدث عن مكانة الناموس وصفاته، والتي من أهمها الكمال والاستقامة والصدق والعدل والحق وأنه صالح الى الأبد وأن الذي يلتزم به له ثواب عظيم والذي لا يلتزم به له عقاب كبير، وفيما يلي استعراض لبعضها:
ناموس الرب كامل يردّ النفس،
شهادات الرب صادقة تُصيّر الجاهل حكيماً،
وصايا الرب مستقيمة تفرّح القلب،
أمر الربّ طاهر يُنير العينين،
خوف الرب نقيّ ثابت الى الأبد،
أحكام الرب حق عادلة كلها،
أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشِهاد،
أيضاً عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم. (مزمور 19: 7-11)
- أعمال يديه أمانة وحقّ، كل وصاياه أمينة،
ثابتة مدى الدهر والأبد،
مصنوعة بالحق والاستقامة،
أرسل فداء لشعبه، أقام الى الأبد عهده، قدوس ومهوب اسمه،
رأس الحكمة مخافة الرب، فِطنة جيدة لكل عامليها، تسبيحه قائم الى الأبد. (مزمور 111: 7-10)
- يُغني لساني بأقوالك لأن كل وصاياك عدل. (مزمور 119: 172) 
- عدلك عدل الى الدهر وشريعتك حق،
ضيق وشدة أصاباني وأما وصاياك فهي لذتي،
عادلة شهاداتك الى الدهر فهّمني فأحيا. (مزمور 119: 142-144)
- قريب أنت يا رب وكل وصاياك حق. (مزمور 119: 151)
- لأنه أيّ شعب هو عظيم له آلهة قريبة منه كالرب إلهنا في كل أدعيتنا إليه،
وأي شعب هو عظيم له فرائض وأحكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي أنا واضع أمامكم اليوم. (تثنية 4: 7-8)
كل وصاياك أمانة زوراً يضطهدونني أعني. (مزمور 119: 86)
- ولما فرغ موسى من مُخاطبة جميع إسرائيل بكل هذه الكلمات،
قال لهم وجّهوا قلوبكم الى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم لكي توصوا بها أولادكم ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة،
لأنها ليست أمراً باطلاً عليكم بل هي حياتكم وبهذا تطيلون الأيام على الأرض التي أنتم عابرون الأُردن إليها لتمتلكوها. (تثنية 32: 45-47)
ونظراً لهذه المكانة للناموس سواء من حيث مصدره وصفاته فقد تم التشديد على الالتزام به والعمل بما فيه من وصايا وفرائض، لا بل وزاد الأمر الى لعن من لا يعمل بها كما في النصين التاليين:
ملعون من لا يُقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها،
ويقول جميع الشعب آمين. (التثنية 27: 26)
- فتقول لهم هكذا قال الرب إله إسرائيل ملعون الإنسان الذي لا يسمع كلام هذا العهد، الذي أمرت به آباءكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من كور الحديد قائلاً اسمعوا صوتي واعملوا به حسب كل ما آمركم به فتكونوا لي شعباً وأنا أكون لكم إلهاً. (إرميا 11: 3-4)
هذان النصان يتحدثان عن لعن من لا يقيم الناموس ولا يعمل بشرائعه.
وكذلك أمرهم أن لا يزيدوا عليه ولا يُنقصوا منه بل يعملوا بوصاياه ويحفظوها، كما في النصوص التالية:
- فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أُعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب إله آبائكم يُعطيكم،
لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أُوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أُوصيكم بها. (تثنية 4: 1-2)
في هذا النص يطلب الرب من بني إسرائيل العمل بكل الناموس وشرائعه، مع التأكيد على عدم الزيادة عليه أو الإنقاص منه، فهل التزم كتبة الأناجيل والكنائس بهذه الوصية؟
- كل الكلام الذي أُوصيكم به احرصوا لتعملوه،
لا تزد عليه ولا تنقص منه. (تثنية 12: 32)
وفي هذا النص يتكرر طلب الرب من بني إسرائيل العمل بكل الوصايا مع التأكيد على عدم الزيادة عليه أو الإنقاص منه.
- ومن أجل أنكم تسمعون هذه الإحكام وتحفظون وتعملونها يحفظ لك الرب إلهك العهد والإحسان اللذين أقسم لآبائك،
ويُحبك ويُباركك ويُكثرك ويُبارك ثمرة بطنك وثمرة أرضك قمحك وخمرك وزيتك ونتاج بقرك وإناث غنمك على الأرض التي أقسم لآبائك أنه يُعطيك إيّاها. (تثنية 7: 12-13)
هذا النص يربط بين العمل بالناموس وأحكامه وتنفيذ العهد الذي وعد به الرب بني إسرائيل، ويقول ان العمل بالوصايا يؤدي الى محبة الرب لبني إسرائيل ومباركتهم ومباركة ذريتهم وزراعتهم.
ويتكرر هذا المعنى في عشرات النصوص ومنها ما يلي:
- فإذا سمعتم لوصاياي التي أنا أُوصيكم بها اليوم لتحبوا الرب إلهكم وتعبدوه من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم، أُعطي مطر أرضكم في حينه المُبكر والمتأخر فتجمع حنطتك وخمرك وزيتك،
وأُعطي لبهائمك عُشباً في حقلك فتأكل أنت وتشبع،
فاحترزوا من ان تنغوي قلوبكم فتزيغوا وتعبدوا آلهة أُخرى وتسجدوا لها،
فيحمى غضب الرب عليكم ويُغلق السماء فلا يكون مطر ولا تعطي الأرض غلتها فتبيدون سريعاً عن الأرض الجيدة التي يُعطيكم الربّ. (تثنية 11: 13-17)
- وتقول لهم هكذا قال الرب،
إن لم تسمعوا لي لتسلكوا في شريعتي التي جعلتها أمامكم،
لتسمعوا لكلام عبيدي الأنبياء الذين أرسلتهم أنا إليكم مبكراً ومرسلاً إياهم فلم تسمعوا،
أجعل هذا البيت كشيلوه وهذه المدينة أجعلها لعنة لكل شعوب الأرض. (إرميا 26: 4-6)
في هذين النصين نقرأ بالإضافة لربط عمل بني إسرائيل بالشريعة وعبادة الرب ومحبته لهم بإعطائهم الخيرات، تحذيرهم من اتخاذ آلهة أُخرى دون الرب وعبادتها والسجود لها لأن هذا الأمر سيجلب عليهم غضب الرب وتنزل عليهم المصائب والكوارث.
فاحفظوا كل الوصايا التي أنا أُوصيكم بها اليوم لكي تتشددوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي أنتم عابرون إليها لتمتلكوها،
ولكي تطيلوا الأيام على الأرض التي أقسم الرب لآبائكم أن يُعطيها لهم ولنسلهم،
أرض تفيض لبناً وعسلاً. (تثنية 11: 8-9)
هذا النص يربط بين حفظ الناموس والعمل بما فيه والبقاء في الأرض التي وعد الرب بها بني إسرائيل.
- وأما موسى فصعد الى الإله فناداه الرب من الجبل قائلاً هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل، أنتم رأيتم ما صنعتُ بالمصريين وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئتُ بكم إليّ،
فالآن إن سمعتم لصوتي، وحفظتم عهدي،
تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب،
فأن لي كل الأرض، وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأُمة مُقدّسة،
هذه هي الكلمات التي تكلم بها بني إسرائيل. (خروج 19: 3-6)
في هذا النص يقول الرب إن سماع بني إسرائيل لوصاياه والعمل بها والحفاظ على العهد ستكون نتيجته اصطفائهم من بين الشعوب وتفضيلهم عليها.
وأعظم وصايا الناموس هي التوحيد وعبادة الرب والخضوع والسجود له وحده، وعدم عبادة آلهة أُخرى معه، وعدم صناعة تماثيل وأصنام وصور لأي شيء مما هو موجود في السماء والأرض والسجود لها أو عبادتها، وأن كل من يخالف هذه الوصية فانه سيتعرض لعقوبات شديدة، وهذه العقوبات قد تستمر الى فترات زمنية طويلة حتى تصيب الأبناء والأحفاد والى الجيل الرابع، وهناك نصوص كثيرة تتحدث عن هذا الأمر ومنها النص التالي:
- ثم تكلم الإله بجميع هذه الكلمات قائلاً،
أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية،
لا يكن لك آلهة أُخرى أمامي،
لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض،
لا تسجد لهن ولا تعبدهن،
لأني أنا الرب إلهك إله غيور،
أفتقد ذنوب الآباء في الجيل الثالث والرابع من مُبغِضِيّ. (خروج 20: 1-5)
كما توجد نصوص تتحدث عن معاقبة من يعبد آلهة أُخرى مع الرب ويتعدى العهد والناموس بالرجم حتى الموت ومنها النص التالي:
- إذا وُجد في وسطك في أحد أبوابك التي يُعطيك الرب إلهك رَجلٌ أو امرأة يفعل شرّاً في عيني الرب إلهك بتجاوز عهده،
ويذهب ويعبد آلهة أُخرى ويسجد لها، أو للشمس أو للقمر أو لكل من جند السماء، الشيء الذي لم أُوص به،
وأُخبرت وسمعت وفحصت جيداً وإذا الأمر صحيحٌ أكيدٌ قد عُمِلَ ذلك الرِّجس في إسرائيل،
فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة الذي فعل ذلك الأمر الشّرّير إلى أبوابك الرجل أو المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت،
وعلى فم شاهدين أو ثلاثة شهود يُقتل الذي يُقتل،
لا يُقتل على فم شاهد واحد،
أيدي الشهود تكون عليه أولاً لقتله،
ثم أيدي جميع الشعب أخيراً فتنزع الشر من وسطك. (تثنية 17: 2-7)
في هذا النص نقرأ حكم الرب على من يخالف عهده ويعبد آلهة أُخرى، مهما كان اسمها أو نوعها أو جنسها، وهو الرجم بالحجارة حتى الموت.
ومن وصايا الناموس المهمة حفظ السبت، الذي يُعتبر علامة للعهد بين الرب وبني إسرائيل، وعادة ما تُحمل هذه الوصية على التأبيد، وهي من الوصايا التي ذكرت في مواضع كثيرة ومنها النص التالي:
- وكلم الرب موسى قائلاً،
وأنت تكلم بني إسرائيل قائلاً سبوتي تحفظونها،
لأنه علامة بيني وبينكم في أجيالكم لتعلموا أني أنا الرب الذي يُقدِّسكم،
فتحفظون السبت لأنه مقدس لكم،
من دنسه يُقتل قتلاً،
إن كل من صنع فيه عملاً تقطع تلك النفس من بين شعبها،
ستة أيام يُصنع عملٌ وأما اليوم السابع ففيه سبت عُطلة مُقدّسٌ للرب،
كل من صنع عملاً في يوم السبت يُقتلُ قتلاً،
فيحفظ بنو إسرائيل السبت،
ليصنعوا السبت في أجيالهم عهداً أبدياً،
هو بيني وبين بني إسرائيل علامة الى الأبد. (خروج 31: 12-17)
في هذا النص نقرأ أن السبت هو علامة للعهد بين الرب وبني إسرائيل وأنه سيكون رمزاً لهذا العهد الى الأبد وأن من يدنسه فحكمه القتل.
من خلال هذا الاستعراض لبعض النصوص التي تحدثت عن الناموس وشرائعه نخرج بعدة نتائج:
النتيجة الاولى أن مصدره من الرب خالق السموات والأرض.
النتيجة الثانية أن موسى تلقاه من الرب عن طريق تكليم الرب له مباشرة في جبل سيناء وفي أماكن أخرى خلال عودة بني إسرائيل الى الأرض المقدسة بعد خروجهم من مصر.
النتيجة الثالثة أن ما يحتويه من شرائع هي حق ومستقيمة.
النتيجة الرابعة أنه صالح للأبد.
النتيجة الخامسة أنه لا يجوز لأحد الزيادة عليه أو الإنقاص منه.
النتيجة السادسة أنه يمثل العهد بين الرب وبني إسرائيل، وأن على بني إسرائيل العمل بما فيه من شرائع ووصايا، والرب في مقابل التزامهم به سيُبررهم ويُباركهم في حياتهم وذريتهم وأرضهم.
النتيجة السابعة ان عدم التزام بني إسرائيل بشرائع الناموس سيجلب عليهم غضب الرب وسخطه وتحل عليهم اللعنة.
النتيجة الثامنة وهي وجود عقوبات منفصلة تُتخذ بحق من لا يلتزم ببعض الشرائع، كالقتل رجماً بالحجارة لمن لا يعبد الرب وحده ويعبد معه أو دونه آلهة أُخرى من أي نوع ومن أي جنس، وكالقتل مطلقاً دون تحديد الطريقة لمن لا يلتزم بالسبت، وغيرها من العقوبات المذكورة في الناموس.
وكل هذه الأُمور تدل على مكانة الناموس في الكتب النبوية، لهذا نجد نصوصاً كثيرة تتحدث عن مكانة الإنسان الذي يتمسك بالناموس كما في النص التالي:
- طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جداً بوصاياه. (مزمور 112: 1)
ومع كل هذه الأقوال عن مكانة الناموس إلا أن بني إسرائيل كانوا كثيراً ما يبتعدون عن الالتزام بالناموس وهو ما ذكره العهد القديم في عشرات النصوص ومنها النصين التاليين:
- وتقول لهم هكذا قال الرب هل يسقطون ولا يقومون أو يرتدّ أحد ولا يرجع،
فلماذا ارتدّ هذا الشعب في أُورشليم ارتداداً دائماً وتمسّكوا بالمكر، أبَوْا أن يرجعوا،
صغيتُ وسمعتُ بغير المستقيم يتكلمون، ليس أحد يتوب عن شرّه قائلاً ماذا عملتُ،
كل واحد رجع الى مسراه كفرس ثائر في الحرب،
بل اللقلق في السماء يعرف ميعاده واليمامة والسنونة المُزقزقة حفظتا وقت مجيئهما،
أما شعبي فلم يعرف قضاء الرب،
كيف تقولون نحن حكماء، وشريعة الرب معنا،
حقاً إنه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب،
خزي الحكماء وارتاعوا وأُخِذوا،
ها قد رفضوا كلمة الرب، فأيّة حكمة لهم. (إرميا 8: 4-9)
- أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه،
إذ قد حرّفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا. (إرميا 23: 36)
فما هو موقف كتبة الأناجيل ورسائل العهد الجديد والكنائس المختلفة من الناموس في ضوء هذه النتائج؟
إن موقف كتبة الأناجيل ورسائل العهد الجديد والكنائس من الناموس من الأمور المثيرة والمتناقضة فبالنسبة للنتيجة الأولى والثانية فمع قبول كتبة الأناجيل والكنائس لهما إلا أنه توجد بعض النصوص تشكك فيهما، ومنها النصوص التالية:
- وجاء إليه الفريسيون ليُجرّبوه قائلين له هل يحل للرجل أن يُطلق امرأته لكل سبب،
فأجاب وقال لهم أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وانثى،
وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأُمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً،
إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الإله لا يُفرِّقه إنسان،
قالوا له فلماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتطلق،
قال لهم إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذِن لكم أن تطلقوا نساءكم،
ولكن من البدء لم يكن هكذا. (متّى 19: 3-8)
في هذا النص يكتب متّى على لسان يسوع قوله أن شريعة الطلاق من موسى ولم ينسبها للرب، وهذا يُشير الى إيمانه أن الناموس يوجد فيه شرائع من موسى، وليس كله من الرب، لأنه لو كان يؤمن بأن الناموس كله من الرب لتغيرت صيغة الكلام ولكتب أن الطلاق كان مسموحاً به من الرب وأنا الآن أمنعه! وهذه المسألة، أي منع الطلاق، ستكون مدار بحث فيما بعد.
- لهذا أعطاكم موسى الختان،
ليس أنه من موسى بل من الآباء ففي السبت تختنون الإنسان. (يوحنا 7: 22)
في هذا النص يكتب يوحنا على لسان يسوع قوله ان الختان ليس من موسى بل من الآباء، وفي هذا إشارة الى أن الناموس ليس كله من الرب بل يوجد فيه بعض الوصايا من موسى والآباء الأوائل لبني إسرائيل، مع أن الختان كان بأمر من الرب وليس من عمل الآباء كما في النص التالي:
- وأُقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً،
لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك،
وأُعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً،
وأكون إلههم،
وقال الإله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم،
هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك،
يُختن منكم كل ذكر،
فتختنون في لحم غرلتكم،
فيكون علامة عهد بيني وبينكم،
ابن ثمانية أيام يُختن منكم كل ذكر في أجيالكم،
وليد البيت والمُبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك،
يُختن ختاناً وليد بيتك والمُبتاع بفضتك،
فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً،
وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها، إنه قد نكث عهدي. (تكوين 17: 9-14)
يالإضافة الى أن الختان كان من ضمن الشرائع التي تلقاها موسى من الرب كما في النص التالي:
- وكلم الرب موسى قائلاً،
كلم بني إسرائيل قائلاً إذا حبلت امرأة وولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيام كما في أيام طمث علتها تكون نجسة، وفي اليوم الثامن يُختن لحم غرلته. (لاويين 12: 1-3)
فهذان النصان يؤكدان أن الختان ليس من موسى أو من الآباء بل من الرب، فقول يوحنا على لسان يسوع ان الختان ليس من موسى وانما من الآباء مع أنه خطأ، إلا أنه يدل على موقف كتبة الأناجيل من الناموس وتشكيكهم في كونه كله من الرب.
وأما بالنسبة للنتيجة الثالثة والرابعة من كون الناموس حق وأن شرائعه صالحة ومستقيمة الى الأبد، فهاتان النتيجتان خالفهما كتبة الأناجيل ورسائل العهد الجديد والكنائس المختلفة وأبرز من قام بمخالفتهما بولس، ومن ثم تبعته الكنائس، كما في النصوص التالية:
مُبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض. (أفسس 2: 15)
نسخة كتاب الحياة وترجمتها الانجليزية الطبعة الثالثة:
- إذ أبطل بجسده شريعة الوصايا ذات الفرائض. (أفسس 2: 15)
- By abolishing in his flesh the law with its commandments and regulations. (Ephesians 2: 15)
في هذا النص يقول بولس ان يسوع أبطل الناموس بجسده، وهذا القول قد يكون صحيحاً ولكنه بحاجة الى دليل من الوحي نظراً لتعارضه مع نصوص العهد القديم التي تؤكد على عدم بطلان الناموس، ولكن بولس لم يأت بدليل على قوله بل قام بشن حملة شعواء على الناموس وصفه فيها بالضعف وعدم الفائدة كما في النص التالي:
فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها،
وعدم نفعها،
إذ الناموس لم يُكمِّل شيئاً. (عبرانيين 7: 18-19)
في هذا النص يصف بولس الناموس بالضعف وعدم النفع وأنه لم يُكمّل شيئاً! وهو ما يتناقض مع عشرات النصوص كما سبق شرحه ويتناقض مع أقوال جميع أنبياء بني إسرائيل في العهد القديم، ولم يكتف بولس بهذا القول حتى وصف الناموس بالاضمحلال كما في النص التالي:
فإذ قال جديداً عتّق الأول،
وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال. (عبرانيين 8: 13)
فهذا القول مع أنه يتناقض مع بعض أقوال يسوع في الأناجيل إلا أنه يعتبر من أشد الكلمات التي قيلت عن الناموس، وهو بالتأكيد يدل على عدم إيمان بولس، والكنائس التي توافقه على قوله هذا، بأن الناموس كلام الرب لموسى، وإلا لو كان يؤمن بهذا لما تجرأ على وصفه بهذه الأوصاف التي قد لا تليق ببعض مؤلفات البشر فكيف بكلام الرب خالق السموات والأرض؟!
وأما النتيجة الخامسة من عدم السماح بالزيادة على شرائع الناموس أو الإنقاص منه، فقد خالفها كتبة الأناجيل والرسائل والكنائس المختلفة، فقد قام كتبة الأناجيل بإنقاص ونقض عشرات الشرائع كالطلاق وعقاب الزناة والختان وغيرها من الشرائع كما في النصوص التالية:
- وقيل من طلق امرأته فليُعطها كتاب طلاق،
وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني،
ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني. (متّى 5: 31-32)
- أيضاً سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك،
وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة،
لا بالسماء لأنها كرسي الإله،
ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه،
ولا بأُورشليم لأنها مدينة الملك العظيم،
ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء،
بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا،
وما زاد على ذلك فهو من الشرير. (متّى 5: 33-37)
- سمعتم أنه قيل عينٌ بعينٍ وسنٌّ بسنّ،
وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرّ،
بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً،
ومن أراد أن يُخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً،
ومن سخَّرَك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين. (متّى 5: 38-41)
وفي أعمال الرسل تم نقض شريعة الختان وباقي الشرائع باستثناء القليل منها كما في النص التالي:
- وكتبوا بأيديهم هكذا،
الرسل والمشايخ والإخوة يُهدون سلاماً الى الإخوة الذين من الأُمم في أنطاكية وسورية وكيليكية،
إذ قد سمعنا أن أُناساً خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مُقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس، الذين نحن لم نأمرهم،
رأينا وقد صِرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس،
رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح،
فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يُخبرانكم بنفس الأُمور شِفاهاً،
لأنه قد رأى الروح المقدس ونحن أن لا نضع عليكم ثِقلاً غير هذه الأشياء الواجبة،
أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا،
التي إن حفظتم أنفسكم منها فنِعمّاً تفعلون، كونوا مُعافين. (أعمال الرسل 15: 23-29)
وتأكد هذا النقض في رسائل بولس كما في النصين التاليين:
ها أنا بولس أقول لكم أنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً،
لكن أشهدُ أيضاً لكل إنسان مُختتن أنه ملتزم بكل الناموس،
قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس،
سقطتم من النعمة،
فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء برّ،
لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة بل الإيمان العامل بالمحبة. (غلاطية 5: 2-6)
- لا تنقض لأجل الطعام عمل الإله،
كل الأشياء طاهرة لكنه شرّ للإنسان الذي يأكل بعثرة. (رومية 14: 20)
ثم جاءت المجامع الكنسية فقامت بنقض ما تبقى من الناموس إلا ما أحبت إبقاءه!
وأما الزيادة على شرائع الناموس فقد قام كتبة الأناجيل باستحداث بعض الشرائع مثل التعميد والافخارستيا أو التناول، وقطع الأيدي والأرجل وقلع العيون التي تعثر أصحابها وغيرها من الشرائع كما في النصوص التالية:
- فإن كانت عينك اليمنى تعثرك،
فاقلعها وألقها عنك،
لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم. (متّى 5: 29)
- وإن كانت يدك اليمنى تعثرك،
فاقطعها وألقها عنك،
لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم. (متّى 5: 30)
- وإن أعثرتك رجلك فاقطعها،
خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ، حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ. (مرقس 9: 45-46)
ثم قامت الكنائس بعد ذلك بزيادة عشرات الشرائع مثل شريعة تكريس الكهنة وشريعة الاعتراف وشريعة تكريس مباني الكنائس وغيرها من الشرائع التي لم يأت أيّ ذكر لها في الناموس.
وأما بالنسبة للنتيجة السادسة وهي اعتبار ان الناموس هو عهد بين الرب وبني إسرائيل وأن العمل بشرائعه ووصاياه هو الطريق الوحيد للحصول على بركة الرب وبرّه، فإننا نجد أنه مع وجود نصوص في الأناجيل تدعوا للتمسك بالناموس كما في النصوص التالية:
- وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية،
فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالح إلا واحد وهو الإله،
أنت تعرف الوصايا لا تزن، لا تقتل لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تسلب، أكرم أباك وأُمك،
فأجاب وقال له يا معلم هذه حفظتها منذ حداثتي. (مرقس 10: 17-20)
- وسأله رئيس قائلاً أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية،
فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالح إلا واحد وهو الإله،
أنت تعرف الوصايا لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأُمك،
فقال هذه كلها حفظتها منذ حداثتي،. (لوقا 18: 18-21)
واعتبار كتبة الأناجيل أن يسوع لم يُرسل إلا الى خراف بيت إسرائيل الضالة كما في النصين التاليين:
- هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم وأوصاهم قائلاً،
إلى طريق أمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا،
بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. (متّى 10: 5-6)
- فلم يُجبها بكلمة، فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا،
فأجاب وقال لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. (متّى 15: 23-24)
إلا أن بولس والكنائس المختلفة رفضوا هذه النتيجة وهذه النصوص فقام بولس بالهجوم على الناموس ورفض إمكانية تبرر الإنسان من خلال العمل بشرائعه ووصاياه كما في النصوص التالية:
إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس،
لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما. (غلاطية 2: 16)
- لستُ أُبطل نعمة الإله لأنه إن كان بالناموس برّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب. (غلاطية 2: 21)
ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. (غلاطية 5: 18)
وأما النتيجتان السابعة والثامنة التي تقولان ان من لا يلتزم بالناموس ويعبد مع الرب آلهة أُخرى ولا يحفظ السبت فإن اللعنة ستحل عليه ويكون حكمه القتل رجماً بالحجارة، فهما لم تثيرا أي اهتمام لدى كتبة الأناجيل والرسائل والكنائس المختلفة فقد قاموا بعبادة ثلاث آلهة دون الرب ولم يلتزموا بشرائع الناموس ولا بالسبت.
وقد عبّر لوقا في أعمال الرسل عن موقف التلاميذ من الناموس بشكل واضح كما في النصين التاليين:
فالآن لماذا تجربون الإله بوضع نير على عنق التلاميذ،
لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله. (أعمال الرسل 15: 10)
هذا النص مكتوب على لسان بطرس وفيه نقرأ أن بطرس اعتبر ان الناموس نَيْر وقيد على أعناق الناس، ونسي أو تناسى كل النصوص التي تتحدث عن صدق الناموس وعدالته وحقه، بحجة انه هو والتلاميذ واليهود لم يستطيعوا الالتزام بما فيه من تعاليم ووصايا! ولهذا اتفق هو وباقي التلاميذ على عدم الالتزام بالناموس باستثناء الذبح للأصنام والدم والمخنوق والزنا في الرسالة التي بعثوها لأتباعهم في المدن الأُخرى كما بينت ذلك سابقاً.
من خلال هذا الشرح نجد أن كتبة الأناجيل والرسائل والكنائس المختلفة قد رفضوا الناموس، وهو من أهم الأُصول الذي قام عليه العهد القديم، وقام بالدعوة له كل أنبياء بني إسرائيل، وهذا الأمر ينطبق عليه النصين التاليين:
- أما شعبي فلم يعرف قضاء الرب،
كيف تقولون نحن حكماء،
وشريعة الرب معنا،
حقاً إنه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب،
خزي الحكماء وارتاعوا وأُخذوا،
ها قد رفضوا كلمة الرب، فأيّة حكمة لهم. (إرميا 8: 7-9)
أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه،
إذ قد حرّفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا. (إرميا 23: 36)
كما أن هذا الرفض يُشير الى أن المصادر التي قامت عليها الأناجيل هي غير المصدر الذي قام عليه العهد القديم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق