الجمعة، 27 يوليو 2018

أخطاء في الأناجيل لا يمكن تبريرها

الفصل الثالث: مصادر الأناجيل وطريقة تأليفها وكتابتها

القسم الأول: النصوص المنسوبة للعهد القديم وهي ليست موجودة فيه
- وإذ أوحي إليه في حلم انصرف إلى نواحي الجليل، وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة،
لكي يتم ما قيل بالأنبياء انه سيدعى ناصرياً. (متّى 2: 22-23)
في هذا النص يقول متّى إن ذهاب يوسف النجار الى الناصرة كان لكي يتم ما قيل بالأنبياء أن يسوع سيدعى ناصرياً، وهذا النص ليس موجوداً ولا مكتوباً في أسفار الأنبياء ولا في باقي أسفار العهد القديم، فلماذا كتب متّى هذا النص وقال أنه مكتوب في الأنبياء؟
وهذا يدل على أن قانون لا تقبل خبراً كاذباً ينطبق على نص متّى!
- فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة، فقال له نثنائيل أمِنَ الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح قال له فيلبس تعال وانظر. (يوحنا 1: 45-46)
في هذا النص يكتب يوحنا على لسان فيلبس أنه قال أنهم وجدوا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة، وهذا النص أيضاً لا يوجد في الناموس أو في أسفار الأنبياء، كما أنه يتناقض كذلك مع الأناجيل الأُخرى التي تقول أن يسوع وُلِدَ من غير أب طبيعي أو جسدي، وأنه حُبِلَ به من الروح المقدس، وأن يوسف النجار لم يعرف مريم إلا بعد ولادة يسوع!
فلماذا كتب يوحنا هذا النص ونسبه الى موسى والأنبياء مع علمه بأنه ليس مكتوباً في العهد القديم، وكذلك مخالفته للأناجيل الأُخرى؟
وهذا يُشير الى أن قانون لا تقبل خبراً كاذباً ينطبق على هذا النص الذي نسبه يوحنا لموسى والأنبياء وهو ليس مكتوباً في العهد القديم.
القسم الثانينصوص أخطأ كتبة الأناجيل في نسبتها لأسفار العهد القديم
- حينئذ لمّا رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دِينَ ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ، قائلا قد أخطأت إذ سلّمتُ دماً بريئاً،
فقالوا ماذا علينا، أنت أبصر،
فطرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه،
فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحلّ أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم، فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاريّ مقبرة للغرباء،
لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم،
حينئذ تمّ ما قيل بإرميا النبي القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب. (متّى 27: 3-10)
في هذا النص ينسب متّى نص الثلاثين من الفضة الى سِفر إرميا وهذا خطأ لأنه مذكور في سِفر زكريا، كما في النص التالي:
فقلت لهم إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا،
 فوزنوا لي أجرتي ثلاثين من الفضة.(زكريا 11: 12)
فعدم معرفة متّى للسِفر المكتوب فيه نص الثلاثين من الفضة هل يدل على علمه الواسع بالعهد القديم فضلاً عن تلقيه لإنجيله عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس؟!
- لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم أنهم أبغضوني بلا سبب. (يوحنا 15: 25)
في هذا النص ينسب يوحنا فقرة أبغضوني بلا سبب الى الناموس وهذا خطأ لان هذه الفقرة مذكورة في المزامير وليس في الناموس كما في النصين التاليين:
- لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً ولا يتغامز بالعين الذين يبغضونني بلا سبب. (مزمور 35: 19)
- أكثر من شعر رأسي الذين يُبغضونني بلا سبب، اعتزّ مُستهلكيّ أعدائي، حينئذ رددتُ الذي لم أخطفه. (مزمور 69: 4)
ولا يوجد أحد من اليهود من يطلق على المزامير اسم الناموس! لأن الناموس هو ما تلقاه موسى من الرب من شرائع ووصايا، وهي الأسفار الخمسة الأُولى من العهد القديم، وهي التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية، كما أن معنى كلمة ناموس في اللغة لا تعني كلمة مزامير، لأن كلمة ناموس تعني الشريعة وأما كلمة مزامير فتعني القطع النثرية.
فكيف وقع يوحنا في هذا الخطأ لو كان يكتب عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس أو على الأقل وهو عالم بأسفار العهد القديم؟!
أجابهم يسوع أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة، إن قال آلهة لأُولئك الذين صارت إليهم كلمة الإله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب. (يوحنا 10: 34-35)
في هذا النص يتكرر خطأ يوحنا مرة ثانية لان فقرة أنا قلت أنكم آلهة ليست مكتوبة في الناموس بل في المزامير كما في النص التالي:
أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم، لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون، قم يا إله دن الأرض، لأنك أنت تمتلك كل الأُمم. (مزمور 82: 6-8)
فما هو السبب في عدم تفريق يوحنا بين الناموس والمزامير؟
وهل يمكن للوحي أو الروح أو كلمة الرب أن يقعوا في مثل هذا الخطأ البسيط لو كان يوحنا يكتب عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس أو بكلمة الرب؟
القسم الثالث: النصوص التي ذكرت فيها أسماء وأعداد مخالفة لما هو مذكور في العهد القديم
- لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح،
الحق أقول لكم إن هذا كله يأتي على هذا الجيل. (متّى 23: 35-36)
في هذا النص يقول متّى أن الذي قتله اليهود بين الهيكل والمذبح هو زكريا بن برخيا وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول ان الذي قتله اليهود في الهيكل هو زكريا بن يهوياداع كما في النص التالي:
- ولبس روح الإله زكريا بن يهوياداع الكاهن،
فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الإله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون،
لأنكم تركتم الرب قد ترككم،
ففتنوا عليه ورجموه بحجارة بأمر الملك في دار بيت الرب،
ولم يذكر يوآش الملك المعروف الذي عمله يهوياداع أبوه معه بل قتل ابنه، وعند موته قال الرب ينظر ويطالب. (الأيام الثاني 24: 20-22)
وأما زكريا بن برخيا فهو من أنبياء بني إسرائيل بعد سبي بابل، فعندما كان زكريا بن برخيا حيّاً لم يكن هناك هيكلا حتى يقتله اليهود فيه، مع أنه لا يوجد أي مصدر تاريخي يقول أن اليهود قتلوه.
فجهل متّى باسم الرجل الذي قتله اليهود هل يدل على كتابة إنجيله بسوق من الروح المقدس، أو أنه كان عالماً بالعهد القديم؟! فهذا الخطأ ينطبق عليه قانون لا تقبل خبراً كاذباً.
- فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داوُد حين احتاج وجاع هو والذين معه،
كيف دخل بيت الإله في أيام أبيأثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة، وأعطى الذين كانوا معه أيضاً. (مرقس 2: 25-26)
في هذا النص يقول مرقس أن داوُد دخل الى بيت الرب في أيام رئيس الكهنة أبيأثار، وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول أن داوُد ذهب الى أخيمالك الكاهن وليس الى أبيأثار الذي لم يصبح كاهناً إلا بعد مقتل أبيه أخيمالك، كما في النص التالي:
- فجاء داوُد الى نوب الى أخيمالك الكاهن،
فاضطرب أخيمالك عند لقاء داوُد وقال له لماذا أنت وحدك وليس معك أحد. (صموئيل الاول 21: 1)
- المزمور الثاني والخمسون: لإمام المغنين قصيدة لداوُد عندما جاء دواغ الأدومي وأخبر شاول وقال له جاء داوُد الى بيت أخيمالك.
فهذا الخطأ في اسم رئيس الكهنة الذي كتبه مرقس هل يشير الى أنه كتب إنجيله عن طريق الوحي أو بسوق من الروح المقدس؟!
- فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وآباؤنا،
ونقلوا إلى شكيم ووضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمن فضة من بني حمور أبي شكيم. (أعمال الرسل 7: 15-16)
في هذا النص يكتب لوقا أن الذي اشترى قبر شكيم هو إبراهيم وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول أن الذي اشترى القبر هو يعقوب وليس إبراهيم كما في النصين التاليين:
- وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة فصارت ملكاً لبني يوسف. (يشوع 24: 32)
وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة. (تكوين 33: 19)
فمخالفة لوقا لما هو مكتوب في العهد القديم هل يدل على معرفته الواسعة به أو هل يدل على تلقيه وحياً أو سوق الروح المقدس له؟!
- فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته خمسة وسبعين نفساً. (أعمال الرسل 7: 14)
في هذا النص يقول لوقا ان الذين دخلوا مصر كانوا خمسة وسبعين نفساً، وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول ان الداخلين الى مصر كانوا سبعين شخصاً، وهم معروفون بأسمائهم، كما في النص التالي:
- جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفساً،
وابنا يوسف اللذين ولدا له في مصر نفسان،
جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون. (تكوين 46: 26-27)
فهذا الخطأ في تحديد عدد الداخلين الى مصر هل هو من روح الإله أم من روح رديء؟!
- وبالحق أقول لكم إن أرامل كثيرة كنّ في إسرائيل في أيام إيليا أُغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها. (لوقا 4: 25)
في هذا النص يكتب لوقا على لسان يسوع قوله ان انقطاع المطر في زمن إيليا كان لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر، وهذا خطأ لأن العهد القديم يقول ان انقطاع المطر كان أقل من ثلاث سنوات كما في النصين التاليين:
- وقال إيليا التشبي من مستوطني جلعاد لأخآب حيّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه انه لا يكون طلّ ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي. (الملوك الاول 17: 1)
- وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا في السنة الثالثة قائلاً اذهب وتراء لأخآب فأُعطي مطراً على وجه الأرض. (الملوك الاول 18: 1)
فكما نقرأ فإن المطر جاء في السنة الثالثة وليس كما كتب لوقا مما يدل على ان علمه بالعهد القديم ليس كثيراً! وهذا الخطأ عينه وقع فيه يعقوب في رسالته كما بينت ذلك سابقاً، ولست أدري من منهما أخذ هذا الخطأ من الآخر أم أن الروح الذي كان يسوقهما وافق على كتابتهما لهذا الخطأ!
من هذه الأخطاء يظهر لنا وجود نصوصاً وقصصاً في الأناجيل لا يمكن أن تكون قد كتبت بأي طريقة من طرق الوحي، وهذا يعني أنها ليست من كلام الرب ولا من وحيه، لان كلام الرب ووحيه لا يقع في أي خطأ، فضلاً عن الوقوع في مثل هذه الأخطاء البسيطة والتي لا تحتاج إلا لبعض العلم بما هو مكتوب في العهد القديم، وهذا يدل على أن قانون لا تقبل خبراً كاذباً ينطبق عليها جميعا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق